ويلك خيبة الأمل.. االيوم محاكمتك!

محكمة

أنا وخيبةُ الأمل في جدال..!


تنظُر إليّ بعينين ذابلتين يكسوهما غبارُ إحباطٍ


امتزج بلزاجة الكسل..!


رجرج صوتها حين كلّمتني قائلة:


لن أتخلّى عنك ما دمت لي تُصغين.. وبتَردُّدي تتوهين..!


فرفعتُ نحو عينيها نظرتي وقلت بأقوى صوت: لا..


لن تتبعيني هذه المرّة.. ولن تكوني معي مهما حاولتِ..!


فقهقهت وضَجَّ المكانُ بهتافاتِ سُخريتها بكوني فشلت مراتً


قبل اليوم معها...


ولم أستطع تحرير نفسي من براثن تسلُّطها عليّ.. !


فأطرقتُ بذهولٍ وابتسامةٌ هربت من لحظات انزعاجي لترتسم


بخفاءٍ على شفتيّ.. تذكرتُ مواقفَ كثيرةً كنت فيها ضعيفة..


مستسلمة.. وليس كثيراً لو قلت بأن للجبن الذي ينشأ من


الخوف الشديد من مواجهة الناس والدنيا بما عندي من أفكارٍ


وخطط لإصلاح ما أفسدته الأيام في جوانب متعدّدة من حياتي


وحياة المجتمع بأكمله حتى..


دوراً لا تستطيعُ تعتيماتي أن تخفيه مهما حاولت!


لكن سرعانَ ما نظرتُ في عينيها بحِدَّةٍ وقلت لها:


كانَ فعل ماضي يا خيبة الأمل..


ولكنّ الزّمن لم يقتصر عليه..


بل احتوى غيره من الأفعال الأخرى..


كمثل: حاوَلَ.. صَمَّمَ.. ثابرَ.. وانتَصَر..!


وسيكون نصيبك الهزيمة بإذن الله..


فلا تتوقّعي أنّ قُوَّتَكِ أقوى من قُوّة الإرادة..


فلتتهيّئي للسِّجنِ أو الموت..


فلن يبقى لكِ مكاناً معي..


ولن تزعجي خُطايَ الواثقة بعد هذه الساعة..


وإنّما ستُنزعجين منّي حين أزوركِ مسجونةً..


لأريكِ ماذا حَقَّقتُ حين أبعدتُكِ عنّي.. وسَتَعجبن..!!!


فلَكَم أتّعبتني مرافقتُكِ لي..


ولَكَم أخّرتي وصولي إلى ما يُسعدني


ويحقق لي الآمال والأمنيات..!


انتبهو معي جيداً

احمر وجهُ خيبة الأمل..!


وأطبقت فمها منفوخٌ باغتياظٍ وتَعَجُّبٍ


كادَ يرتفعُ بحاجبيها نحو سقف المكان..


ثم صفقت يديها واحدةً فوقَ الأخرى


والغضبُ يُبرمجُ الآتي من ردودِ أفعالها تجاهي.. !

الله يستر


لكنني لم أهتمُّ بها.. فطمأنينةٌ كانت تتملّكُ قلبي


بكوني لا أسعى إلا إلى خير..


ولا أنوي إلا خير..


ولا أخطط إلا للسير على دروب الخير..!


فزادَ من اغتياظها أن بقيت هادئةً هذه المرّة..


ولم تهزُّ أوصالي زلزلاتُ الإرتباك بسببها


كما في كل مرة في سابق عهدي معها


فابتسمتُ وهمستُ لها بوقار تُصاحبّهُ الشّدة:


عليكِ بتبديل اسمكِ أو حذف بعضه.. !

فهزّت رأسها مستسلمةً لقولي..


وخلعت قناعها الذي يُظهرُ الذّبولَ على وجهها


وهي تقول: معك حقّ..


وأقسمُ بأنني كنت أكره نفسي طوال الوقت..!


ثمَّ شاركتني الابتسام من عمقِ قلبها..


بعد أن حذفت شِقَّ اسمها الأول..!


ليكونَ اسمها منذ اللحظة..

الأمل !


بقلمي

همـــــ الخاطر والأثيرـــــس
والسلام عليكم