منى المدير مشرف
الأوسمة :
عدد المساهمات : 310 نقاط : 50198 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 01/02/2011
| موضوع: مقتطفات من الكتب ...الملكه اليزابيث الأربعاء أغسطس 24, 2011 10:27 pm | |
|
الملكة اليزابيث جبروت العنوسة .. وديكتاتورية الشهوة ...
بإمكانك أن ترسم في خيالك ، أو على الورقة و بالقلم و المسطرة هذا المثلث : السلطة / الشهوة / المرأة ... و ربما يسأل سائل : هل هذاالمثلث متساوي الأضلاع ؟ !! و الجواب : لك حرية الاختيار .... المهم أن العناصر الثلاثة تحتل أضلاع المثلث ..! هذا المثلث " الجحيمي " هو بصمة العصر الإليزابيثي ، أو عصر الملكة إليزابيث الأولى من 7 / سبتمبر 1533 إلى 22 مارس 1603
و الملكة إليزابيث الأولى هي ابنة الملك هنري الثامن الذي أوصى بعدم أحقيتها لوراثة العرش لأنها ( ابنة غير شرعية ) مع أن لها أما هيالملكة ( آن بولين ) الملكة الطروب اللعوب التي اتهمت بخيانة زوجها ( الفاجر زير النساء ) الملك هنري الثامن مع أربعة من أفراد الحاشية الملكية ، أي أن ال الاثنين : الملك و الملكة ، كانا يلعبان بذيلهما ، لعبة الخيانة و العبث و الفجور و اللذة والمتعة الجسدية الشهوانية التي لا تخمد و لا تنطفئ ...!! و كلما تحركت الشهوة ازدادت نار الجنس سُعارا و سعيرا ... و ربما يسأل سائل آخر : هل تلعب الجينات الوراثية دورا جوهريا في هذه اللعبة الجنونية التي تشبه معادلة ( ملتهبة ) من طرفين : شهوة السلطة ، سلطة الشهوة ... و الجواب ربما .. و ربما يسأل سائل ثالث هل اختارت الملكة اليزابيت طريق العنوسة لتطلق العنان لشهواتها ، أم أن سلطة الحكم تمكنت منها و تحكمت في قراراتها حتى أوردتها موارد التهلكة حيث لا أحد ... و حيث لا سلوى إلا الوحدة و ( المرآة ) التي تسببت لها في عقدة بعد تجاوزها سن الستين ، فكرهت النطر في المرآة ، و عافت كلمات وعبارات المنافقين و المنافقات التي كانت تطاردها : يا ربة الجمال ، يا تاج الفتنة .. و الجواب عن هذا السؤال ربما !!! لماذا ؟ لأن السلطة تحقق في نظر مدمنها أو مدمنتها كل شيء ....! و تشبع كل شهوة ؟ نعم .. و الملكة اليزابيث تملك ( السلطتين ) سلطة الحكم و سلطة الشهوة ... ألم تكن تطغى إحداهما على الأخرى ؟ ربما طغت سلطة الشهوة على الحكم .. و لماذا اختارت طري العنوسة .. ؟ و تصدق عبارتها المشهورة : هناك ( سيدة ) واحدة فقط في انجلترا ، لكن ليس هناك ( سيد ) بمعنى : ليس هناك رجل يتحكم في ( لعبة السلطة ) ، لأن الملكة اليزابيث هي التي كانت تحكم ، وهي التي تتحكم و تتلذذ بأن الرجال تحت سيطرتها و على بعد أصبع واحد من قرار الإطاحة بهم في قاع الجحيم .... صحيح ..! ولهذا السبب كانت ترفض فكرة الزواج لسببين ، وهما : السبب الأول : لكي تضع الرجل تحت أمرها .. أي تحت قدميها ...! و السبب الثاني : لكي ترتشف وتنهل من ( الشهوة ) بإباحية مطلقة ، و حرية كاملة .. سأضرب أمثلة .. مثلا علاقتها مع السير وليم بيكر ينغ : عندما وقعت عليه عينها ، قربته إليها ، و قالت له فيما يشبه الأمر واجب النفاذ : يا وليم لا تفارقني ، أنت عشيقي و نديمي و رفيق فراشي .. و عندما اكتشف السير وليم بيكر ينغ على الطبيعة أنها تمارس نفس اللعبة مع كثير من أفراد الحاشية الملكية لتقضي من كل واحد منهم وطرا ، كان الحل الوحيد أمامه النجاة بجلده ... و بما أن الملكة اليزابيث ، كانت تغير عشاقها كما تغير ملابسها ، فقد شهرت سلاحها الأنثوي الموجه بجبروت السلطة إلى صديقها الذي أصبح عشيقها اللورد روبرت دادلي .. نادته ذات مرة و قالت له : يا دادلي .. لا تفارقني !! نفس الأسطوانة التي تكررها مع كل عشيق جديد .. و وقع اللورد ( المسكين ) في هوس الملكة و لاكت ( الألسنة المكبوتة ) سيرته .. خاصة أنه كان متزوجا .. لكن الملكة اليزابيث ، لم يكن يعترض مسار شهوتها الجانحة المستعرة عائق .. فقد تم إجراء اللازم ، و قتلت زوجة دادلي ودفن سر مقتلها مع جثتها في قبر واحد ... و مارست الملكة دكتاتوريتها عليه : الجسد المشتعل بالدنس الملتهب وحملت منه سفاحا ، ودنا دادلي من مخدعها و خر جاثيا متوسلا تزوجيني... ليس بع .. متى ؟ قريبا يا دادلي كان صوتها الناعم المبطن بمغناطيسية الفحيح يدغدغ في حواسه و يخدر أحاسيسه فيصاب " بحالة " هي أقرب إلى حالة الفريسة ، حيث( يطبق) عليها فحيح الأفعى الملساء ... وكرر دادلي الؤال المتوسل مرات ومرات، و أخيرا قالت له اليزابيث عندي لك فكرة يا دادلي تفضلي أيتها الملكة .. يا حبيبة القلب تتزوج ابنة عمي الملكة ماري ستيوارت؟ كانت ماري ستيوارت ملكة اسكتلندا و هي( الكابوس ) الذي يؤرق منام الملكة اليزابيث و كانت تستخدم معها أسلوبا ظاهره المودة و باطنه الكراهية ... و كانت كل منهما تبغض الأخرى و كلتاهما كانت تطمع في أن تصبح ملكة انجلترا واسكوتلندا معا ... و كل واحدة منهما كانت تتهم الأخرى بأنها منحلة فاجرة ، تطلق العنان لشهوتها حتى تحرق الشهوة الملعونة كل شيء ... العرش و الجسد ، و توقظ الفتنة النائمة حتى يسيل الدم إلى الركب... و من بين المكائد التي دبرتها الملكة اليزابيث لابنة عمها الملكة ماري ستيوارت هذه المكيدة بعد أن فقدت الملكة ( ماري ) العرش تحت ضغط النبلاء أصحاب النفوذ .. و هذه ( المكيدة المغلفة ) يمكن تلخيصها على النحو التالي :
أرسلت الملكة اليزابيث خاتمها الملكي إلى الملكة ماري ستيوارت رمزا للمودةالخالصة و الحب المحض ، و في نفس الوقت أعطت نبلاء اسكتلندا رشوة ، لكي يزيدوا لها جرعة الاتهامات ، التي تؤدي بها إلى السجن .. و كان لها ما أرادت ، لكن الملكة ماري ستيوارت تمكنت من الفرار من السجن و توجهت إلىالشاطئ الإنجليزي في 16 مايو 1568 لتلوذ بحمى ابنة عمها الملكة اليزابيث ...! لكن الملكة اليزابيث استقبلتها على طريقتها ، حيث أودعتها السجن لمدو تسعة عشر عاما ... و كانت تصدر الأوامر لتنقلها من سجن لآخر مع ( توصيات) مشددة للأطباء للعناية بصحتها حتى لا تموت في السجن ، قبل أن ( تشبع ) الملكة اليزابيث نهمها في رؤية غريمتها و هي تعاني أشد صنوف العذاب و التعذيب المعنوي و الجسدي .... إلى أن تصاعد خط ( الذروة الدرامية ) في العلاقة بين الغريمتين .. كيف ؟ !!!!! ذات يوم طلبت الملكةاليزابيث بعض رجال الحاشية وقالت لهم : أريد التخلص فورا من هذه المأفونة التي اسمها ماري ستيوارت...! سمعا و طاعة .. اذهبوا إليها في سجنها و قولوا لها : نحن رجالك و نحن مستعدون لتنفيذ أوامرك الملكية للإطاحة بعدوتك اللدود ( اليزابيث ) ... وأقنعوها بأنكم ستتخلصون من اليزابيث الملعونة وبعدها يتم تنصيبها ملكة على انجلترا ... و توجه ( رجال اليزابيث ) و قابلوا ماري ستيوارت و أقنعوها بالخطة المزعومة .. و وقعت ماري ستيوارت في الكمين المنصوب و كتب رجال ماري ستيوارت الوهميون رسائلهم التي تحوي تفاصيل الخطة و وضعوها في تجاويف سدادات زجاجات البيرة ، ثم طلبوا منها أن تكتب بخط يدها رسالة موافقة على إعدام الملكة اليزابيث في حالة نجاح الخطة .. و لم تمانع ماري ستيوارت فكتبت الرسالة الخطية و أخذها رجالها الوهميون إلى الملكو اليزابيث التي أصدرت حكما بإعدامها ... ماذا فعلالمسكين دادلي بعد إعدام الملكة ماري ستيوارت ؟ لقد قرر أن ينتقم لنفسه من الملكة اليزابيث .. كيف ؟ !!!!!!!!! تزوج خفية من أرملة ( أوف أسكس ) .. وهل سكتت الملكة اليزابيث على هذا الزواج ؟ !! لا ، لقد جن جنونها و روادتها نفسها أن تحبسه ، ثم عدّلت عن قرارها على مضض .. و شاءت الأقدار أن تلعب لعبة أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية .. كيف ؟ !! ذات يوم أحضر لها دادلي ( ابن زوجته ) و يدعى ( ايرل أوف أسكس ) .. و بحكم العادة قربته إليها و أدخلت في روعه أنه عشيقها الجديد .. لكن الشاب عديم التجربة ، كانت عينه على طريق الأحلام و الطموح الذي يمر بجسر الملكة اليزابيث و وقع الصدام .. و تطاير الشرر من عيني الملكة اليزابيث.. أنت مخادع و لا تستحف عطفي الملكي ؟ هذا كلام غير صحيح يا مولاتي .. و أنت شخص أناني و كل همك أن تركب فوق أكتافي لتصل إلى غايتك أيها الحقير .. و لم يجد الفتى الشاب جوابا .. وازداد لسان الملكة اليزابيث عتوا و شراسة و هي تقول له : لقد انتهى كل شيء بيننا و عليك أن تنتظر لعنتي .. و بالفعل نفذت وعيدها و أصدرت عليه حكما بالإعدام .. كان عمر الملكة اليزابيث عندما أصدرت هذاا لحكم ، سبعة و ستين عاما !! و نظرت في المرآة ، فوجدت التجاعيد و الأحافير و الأخاديد و قد ارتسمت و تفرعت على ملامح وجهها فأدارت ظهرها عنها .. و ذهبت إلى مخدعها و كانت همسات الحاشية المنافقة تتناهى إلى سمعها يا ربة الجمال .. يا فينوس ...! تمتمت كذابون .. مخادعون ..! حاولت أن تنام ، فطرد ( شبح ) ايرل أدوف أسكس الشاب النوم عن عينيها و لم يبق معها على سريرها غير القلق و الأرق و الشبح الذي لا يرى ولا يُرى ... حكايتها مع القزم الدميم هذه حكاية مشهورة وتستحق الذكر .. لقد ادعت الملكة اليزابيث أنها مفتونة بأحد النبلاء الفرنسيين و كان اسمه ( فرانسوا دو فالوا ) و تبادلت معه رسائل الشوق و الغرام ... و في إحدى رسائلها كتبت إليه تقول : احضر فورا يا فرانسوا .. و حضر فرانسوا .. الذي كان قزما دميم الشكل و عاش مع الملكة اليزابيث تحت سقف واحد و مرت الأيام و طالبها بالزواج فأبت ، ثم طالبها مرة أخرى فقالت له بإسلوبها ( الأفعواني ) هذا وعد مني ستصير زوجي و تصير ملكا .. كانت ضحكات السخرية تجسدها أفكارها و مشاعرها الداخلية و كان القزم ( فرانسوا ) يذوي و يذبل يوما بعد يوم .. و بعد اثنتي عشرة سنة من علاقته بالملكة اليزابيث مات فرانسوا ، و لم تنجز له اليزابيث وعدا ... انتصار المثلث في معرض الحديث عن الخلفية الأخلاقية للملكة اليزابيث جاء في كتاب ( تاريخ الشعب الإنجليزي ) : " لم تكن الملكة اليزابيث تعرف شيئا عن ضبط النفس و كان جمال الشخص يكفي لاجتذاب حبها ، و كانت تداعب الشبان الذين يتصفون بالوسامة عندما يبحثون لتقبيل يدها و كانت تغازل عشيقها لورد ليستر أمام حاشيتها " ..... و في عام 1599 كتب سائح ألمانيزار انجلترا ( أي قبل وفاة الملكة بأربعة أعوام ) " بإمكانك أن تعد ما لا يقل عن 300 رأس عند جسر لندن ... ممن حوكموا و أعدموا بتهمة الخيانة العظمى " .... ودارت الأيام دورة أخرى ، واجهت الملكة اليزابيث مصيرها المحتوم : الموت على فراش الأرق ، بعدأن فقدت النطق و طاردتها لعنة الشيخوخة في المرايا ... و ماتت الملكة اليزابيث في 22 مارس 1603 في فراشها .. و تركت آثار المرض الزهري الذي ورثته عن أبيها بصمتها المميزة على قدمها قرحة خبيثة شوهت قدمها ... و تركت الأقدار الأخرى بصمتها الساخرة حين ارتقى العرش من بعدها ابن ماري ستيوارت ملكة اسكتلندا ، ابنة عمها التي أصدرت حكما بإعدامها ...
وارتطمت أضلاع المثلث بصخرة اللعنة و أصبحت الأضلاع الثلاثة قبض الريح
... | |
|
أبو عبدالله المدير العام
الأوسمة :
عدد المساهمات : 3550 نقاط : 57834 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: مقتطفات من الكتب ...الملكه اليزابيث الخميس سبتمبر 08, 2011 7:41 pm | |
| | |
|