قطرة مما انهمر من سحاباتي ( من أرشيفي)

الهمس في عمق قلب زهرة..!

(( في عمق قلب زهرةٍ.. تنفّسَ الألم..

وتنهّد السّقَم..

فارتجف الورق بيدي.. وتلعثم القلم...!

حديثٌ كانَ يغسلُ صدأ القلوب..

والشكوك تتلوّى تتقطّعُ..

من غيظها تلوب..

وجبال الهمّ تتبعثر.. تتلاشى.. تذوب... !

واليومَ على جراحي تندبُ الأيامُ..

تنوحُ.. يُصيبها الجنونُ..

ما كانَ للثقةِ بعد ما ولدت بيننا أن تمرض..

أن تضعف.. أن تنتهي وتهون!!!

من عمق قلب زهرةٍ.. صرخ الأنين وقال:

هذا شئٌ محال!!

هُراءٌ..

إدّعاءٌ..

بهتانًٌ ما يُقال!!

لا تستطيعُ تحمّل ما كشفته ليَ الظروفُ الصخورَ..

ولا الجبال..

فكيفَ بقلبي لو سقطت عليه هموم الدنيا..

صدمات الحياة.. واحترقت الحقائقَ..

وتناثر الخيال..

هذا شئٌ لا يحتمل.. هذا شئٌ محال...!

أيام كان الصدقُ حيّاً.. والطّهر متنفساً..

والطّيبُ متفشّياً..

والأمان شائعاً...

كنت أرى العالم بمنظار الأمل الباسمُ..

كنت أعيشُ منتظرةً يوم الاحتفال بذكرى

عيد الصدق والأمانة...

لكنه الآن مفقوداً.. فكأنّه اخططفَ..

مات.. بل ربما انتحر...

لم يبقى منه في خيمتي سوى بعض مخطوطاتٍ

كان يوماً لي قد خطّها..

لم يبقى بحوزتي منه سوى طيفٌ..

خيالٌ مسافرٌ وصور..

صورٌ غابَ عنها ضوءُ القمر..

مُحيَتْ ولم أعد أراها..

أهو الظلام أخفاها؟..

أم أنني فقدت نعمةَ البصَر..

غريبَةٌ تقلّبات الأيام معي!! ..

غريبٌ طبعهُ معي القدر!!

فكأنني ما خلقت لاستقرارٍ..

وكأنني خلقتُ لاستمرار الترحال والسّفَر..

يا للقدر!! يا للقدر...!!! ))

(
)
(

بقلم شمعة تواجه رياح المفاجآت..

حتّى أصبح خيط دخان انطفائها الأخير..

همسُ أثيرٍ وهمس خاطر متعب!

» تصاميم من أرشيفي
» فارقُ السّن! من أرشيفي
» القمرٌ في أرشيفي.. من أنت يا سيدي؟!