مالي وكلّ أموال الدنيا..
مالي وكل بيوت وقصور العالم..
مالي وكل قواميس الكلام المزوّق..
بعد أن أصبحتُ أطلالاً..
تُزمجرُ الريحُ في أروقة قلبي..
وتُبّيِسُ براعم الأملِ في روحي..
(
)
(
ما عدت أريد شيئاً من هذه الحياة..
لقد أضعتموني بحمقكم..
وصنعتم مني جاريةً تتحكم بها ظروفهم..
لم يبقى من كرامتي شئ لأدافع عنه..!
(
)
(
لم تُقدّروا أنني إنسانةً خلقها الله حُرة..
عاملتموني كجاريةٍ تتحكمون فيما يخص مصيرها..
ودون علمها كأنها قاصر..
وكنت في الخامسة والثلاثون..
ودون أن يكون لي بوجودكم حولاً ولا قوةٍ..
قررتم مصيري في هذه الحياة..!
هذه الحياة..
التي لا نعيشها سوى مرةً واحدة..
(
)
(
كان من الممكن أن أكون سعيدة في حياتي..
هائة البال.. مستقرة أعيش بهدوء..
لا أفكّر إلا في..
كيفَ أشعل مزيداً من شموع الأمل في بيتي..
ولكن.. تركوني أعايش ظلام ظلمهم وحدي..
سوى من بعض العلف ومكانٌ للمبيت..!!
(
)
(
واستمع لهم حين يوانسوني ماذا يقولون:
-: الدنيا رايحة !
بل انهم يبررون بعذرٍ أقبح من ذنبهم..!
فيجول في خلدي أن:
هل تصرفتم أنتم بحياتكم بناءً على هذا القول؟!
طبعاً لا.. !
ولكنها عبارات..
تختبئون خلفها بأخطائكم في حقّ الخلق..!
نعم.. أخطأتم في حقي ولست بمسامحة..
لست بناسيةٍ أنكم دمّرتموني..
حطّمتم حياتي..
أضعتم سنواتي هباءً منثورا..
(
)
(
ولكن..
لي ربٌّ إني موكلته لأخذ حقي منكم..
فانتظروا ما سيكون بشأنكم..
فقد استعبدتموني وما هكذا تكون الولاية..
وتناسيتم أننا جميعاً عبيداً لله..
وبأنه هو الذي بيده الأمر..
فعسّرتم ولم تيسّروا..
وحكمتم فلم تعدلوا..
فظلمتنوني من حيثُ يجبُ أن أنصَف..!!
(
)
(
لا أريد منكم شيئاً..
ما أريده فقط..
أن تعيدوني كما كنت..
يوم أغلقتم باب السعادة في وجهي..
وليتكم تستطيعون...!
بقلم:
همسُ ذبيحةٍ تحتضر