خاطرتي وفيها اعنذاري عن الغياب..
ويأتي الأثيرُ لشهرزادَ ببرقيّة..؟
في حين جلوس شهرزاد المُبعَدَةُ عن قصرها.. حيثُ افترشَت الإنتظار.. وتغطّت بالصبر.. كانت تُحدُّثُ نفسها قائلةً:
وتبتلعُ إيشاكَ فرحتي عتمةُ الظروف مُجدّداً كما في كل مرة.. إنها الدنيا.. وهذا حالها معي مراراً وتكرارا...!
فكيف لميتٍ أن يولدَ من جديدٍ وقد رثتهُ حروفُ اليأس وبكت عليه..؟!
ثم أرسلت عيناها في الأفق لتراقبَ حال قصرها الرمليّ في مشهدٍ تبثهُ هواجسُها عبر خيالها.. لترى بأن القصر أمسى معتماً..لا ضوء شمعةٍ ولا شعاعُ قِنديل.. ولا مناجاةُ أطيافٍ بها تأنسُ الروح.. فكل شئٍ صامتٌ إلا من أنين الشوق وتنهيدةُ الاستغفار...
شُرفةٌ دامعةٌ تتنفسُ الشّوقَ لجليستها.. وألمٌ تخفيهِ الجدرانُ ببُكمها.. وصدى سؤالٌ يتردد في الأروقةِ والحُجَر: ما بالها شهرزادُ غائبةً من مجلسِ القمر..؟!
هل متعبة؟ هل غاضبة؟ أم رحلت شهرزادُ وما ودّعت ثغورَ الياسمين التي أغرقت لغيابها الظلّ والأفرع..!؟
الشجرُ وقد صمت عن الحفيف.. والزهرُ والطيرُ في حوارٍ مفادهُ بأن عزف خلفيةٍ لهمسات شهرزاد متوقفٌ في شرفة القصر.. وبأن القمر لم يعد يُشرفُ على لحن الحروف.. حيثُ أصابهُ الضجرُ لغيابها.. حقّاً أحياناً.. ما أسخفَ ما تأتي به الظروف..!
تعودُ شهرزادُ وقد أطرقت مطبقةً عيناها على ألمٍ في قلبها تستمعُ لأحاديث روحٍ متعبة تقول:
يكادُ يجِفُّ الدم في عروقي لغربتي عن ذيّاكَ القصر.. وتنصهرُ صحتي.. وتغفوا أحياناً الغيبوبةُ في أجفاني هُروباً من إحباطٍ أعايشُهُ بفقد وسيلة تواصلي...!
.
.
.
بقلمي
ريمة
همس الثير
.