يقول الرسول (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم)
{القبر اما حفرة من حفر النار او روضة من رياض الجنة}فالذي يتحلل ويتفسخ ما هو الاالوعاء- الجسد -الفاني الذي انتهى دوره والحاجة اليه بالانتقال من هذه الحياة الدنيا الى الاخرة
والثابت ان هناك شكل من اشكال الحياة البرزخية الروحية في القبر
وان عذاب القبر حق -وسؤال الملكين حق
فالموت هو انتقال من قوانين الى أخرى مختلفة ، فالإنسان في حياته ، له جرم مادي ، هو الجسد ،ولكن في الموت يعود الجسد إلى الأرض مرة أخرى
ويرى من كون الله ماكان محجوباً عنه . واقرأ قوله تعالى :
{ لقَدْ كُنتَ في غَفْلَةٍ منْ هذا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوَمَ حَدِيدٌ } .
( سورة ق )
وهكذا نعلم أن المؤمنين أصحاب العمل الصالح ساعة الإحتضار يرون ملائكة الرحمة ، وتكون أول بشارة لهم بالجنة ، فتنفرج أساريرهم ، ويبتسمون فرحين لأنهم ذاهبون إلى خير مما كانوا فيه ، إذا نظرت إلى وجوههم بعد الوفاة تراها ساكنة مطمئنة لما رأت من وعد الله الذي لايخلفه .
أما أولئك الذين كفروا وعصوا الله وأشركوا به وحاربوا دينه ، فإن لقاؤهم مع الموت يختلف ، يخبرنا بذلك القرآن الكريم في قول الله عز وجل :
{ ولو ترىّ إذ يَتَوفى الذِينَ كَفَروُاْ الْمَلاّئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }لقد انتهى الاختيار البشري وأصبح مقهوراً ككل أجناس الكون ، بعد أن نعم بالاختيار في الحياة الدنيا
{ فلولاّ إذا بَلَغتِ الحلْقُومَ * وأنتُمْ حِنَئِذٍٍ تنظروُنَ * ونحنُ أقْربُ إليهِ مِنكُمْ ولكِن لاتبصِرُونَ } .
( سورة الواقعة )
في هذه اللحظة تبدأ أول منازل الآخرة ، لأن من مات قامت قيامته وعرف آخرته .. إنه حين يموت يسمع ، لكنه لايستطيع الرد ، ويرى ولكنه لايستطيع أن يروى مايراه
، إن لهم إدراكاً كما للحي إدراك . يقول رسول الله لنا : " إذا زرتم المقابر فسلموا علىأهلها . وقولوا : السلام عليكم ديار قوم مؤمنين " ومادام رسول الله قد أمرنا بهذا ، فلابد أن هناك إدراكاً ماعند أهل المقابر لهذه التحية ، وإلا لما أمرنا بها رسول الله .
إذن هناك إدراك ما لسكان القبور بالنسبة لزائريهم وتحيتهم لهم