منتديات بيت المقدس
url=http://www.herosh.com]الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني 249956653[/url].
.. لأننـا نعشق التمييز والمميزين
يشـرفنا إنضمامك معنا فقم بالتســــجيل الآن بـ منتدى بيت المقدس
منتديات بيت المقدس
url=http://www.herosh.com]الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني 249956653[/url].
.. لأننـا نعشق التمييز والمميزين
يشـرفنا إنضمامك معنا فقم بالتســــجيل الآن بـ منتدى بيت المقدس
منتديات بيت المقدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لأننا نعشق التمييز بكل شيئ ...... نقدم هذا المنتدى الشامل لكل شيئ
 
الرئيسيةآخر الموضوعاتأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» طريقة عمل البسبوسة.. كيفية عمل بسبوسة التمر والسادة والقطر فى البيت
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالسبت نوفمبر 30, 2019 6:56 am من طرف Ozo

» أدخل لتعرف هل أنت من الفرقة الناجية أم لا؟
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالأحد أكتوبر 18, 2015 11:26 am من طرف همام احمدالاحمد

» قصيدة قبل ولادة ابنتي أمل ...
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالثلاثاء مارس 24, 2015 8:33 pm من طرف ahmad abusalha

» طواف حول الكعبة المشرفة!
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالجمعة مارس 13, 2015 4:38 am من طرف هانىء

» القرآن الكريم في صفحة واحدة !
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالجمعة مارس 13, 2015 4:28 am من طرف هانىء

» دع الخلق للخالق --
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالخميس نوفمبر 13, 2014 8:42 pm من طرف yousef

» إذا رأيتم المداحين ،
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالخميس نوفمبر 13, 2014 8:18 pm من طرف yousef

» أجمل عيون في العالم !!
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالخميس نوفمبر 13, 2014 8:08 pm من طرف yousef

» كلمات جميله احببتها لكم !!!!!‎
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالخميس نوفمبر 13, 2014 8:01 pm من طرف yousef

» دعارة مخدرات شذوذ جنسي.. فضائح النظام المصري السابق مع الفنانين
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالخميس نوفمبر 13, 2014 7:59 pm من طرف yousef

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تصويت
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 450 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Ozo فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 7588 مساهمة في هذا المنتدى في 3083 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 3011 بتاريخ الجمعة سبتمبر 07, 2012 10:55 pm
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

روابط شعبية مشروع القرآن الكريم إذاعة القرآن الكريم فيسبوك تويتر جوجل Youtube الطقس في فلسطين Hotmail Yahoo صحيفة القدس وكالة معا الجزيره

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات بيت المقدس على موقع حفض الصفحات
المواضيع الأكثر شعبية
ذبح الفتيات في الصين
مٓــنّ روائع الكلام!!!!‎
كلمات جميله احببتها لكم !!!!!‎
من روائع الحكم​​​
أجمل عيون في العالم !!
حكمة جميلة ####
قول الحجاج في المصريين
هل تعرف الحابل من النابل؟
مقولات رائعة !!!!
عبارات رائعة

 

 الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عبدالله
المدير العام
أبو عبدالله


الأوسمة : الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Images?q=tbn:ANd9GcTgNl4W_xxNjelReMZGBk1xB4LnHKmJDo85ATynJ2j_hgBWgi5i

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Image

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Ebda3


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني 2002


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Alg7dpic-1888ec73d1


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني 48
عدد المساهمات : 3550
نقاط : 58184
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2010

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني   الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالثلاثاء ديسمبر 27, 2011 10:32 am


الغــــــــــول



تتوفر معلومات عن المعتقدات الشعبية المتعلقة بالخوارق من خلال "حكايات الخوارق"، نعني بهذه الحكايات ما تتضمن جزئيات ذات مضمون خارق للعادة ومثل ذلك تلك الجزئية المتكررة في الكثير من حكايات الخوارق عن قدرة الغول على حمل الانس، اماكناً بعيدة قبل أن يرتد إلى بصره[i] أو في غمضة عين، ونحن نعرف أن بني البشر يحتاجون من الوقت زمناً طويلاً ومن الوسائل أموراً كثيرة حتى يتمكنوا من الوصول إلى تلك الأماكن، ومن هذه الجزئيات المتضمنة أموراً خارقة تلك الجزئية التي تتحدث عن وجبة طعام الغول، وتقول هذه الجزئية أن الغول يعود إلى حماه حاملاً على ظهره شجرة وفي فمه بقرة ويبادر الغول إلى الشجرة فيشعل النار فيها ويشوي البقرة على النار ويلتهمها، وقس على ذلك السيف الخشبي الذي يقتل الغول والبنت التي تتمكن من الاختفاء بطريق القوى السحرية داخل بطن حيوان متجول، وقدرة الغول على تحويل الزائر إلى دبوس ليحميه من فتك الآخرين به….الخ.



والقاص الشعبي لا يميز تمييزاً دقيقاً بين الغول والجان والعفريت وكثيراً ما يخلط بينهم ويستعير الواحد منهم للآخر وكأنه يمتلك في ذهنه صورة ضبابية مخيفة وغامضة لهذه الكائنات، ومع ذلك فمن خلال استقراء الحكايات يمكن القول أن الغول يبدو في الحكايات وهو أقرب إلى الحيوان أو الانسان المتوحش بينما يوجد لدى الشعب تصور خاص للجان يضعه في مكان ما مقابل للانس، أما العفريت فيبدو وكأنه مسخر في خدمة الجان.



حكايات الغيلان: حكاية الغيلان حكاية بالرواية الشفوية جادة غالباً وتتركز الأحداث حول بطل أو بطله وغالباً ما يكون البطل فقيراً أو مضطهداً أو يتعرض لامتحان عسير تتوقف عليه حياته أو حصوله على فتاة أحلامه أو على دواء غريب لعزيز لديه، وبعد سلسلة من المخاطرات يقوم بها ذلك البطل بشجاعة أو يمر بها بهدوء نتيجة لطيبة نواياه أو حسن حظه فأنه وبعد أن تلعب "الخوارق" دور ملموساً يستطيع أن يصل إلى غرضه فيحضر الدواء أو يجتاز الامتحان، وبعد ذلك وفي الغالب فإنه يحصل على كنز أو فتاة رائعة الجمال أو الاثنين معاً ويعيش حياة سعيدة إلى النهاية، وفي العادة فإننا نلاحظ أن الغول شخصية أساسية في هذه الحكايات وهو يؤثر بالإيجاب أو السلب على أحداث القصة ويساعد على تطويرها سواء أكان في جانب البطل يعاونه ويسهل له الصعاب أمام المعسكر المعادي الذي يهدد حياة ذلك البطل أو يحول دون حصوله على مبتغاة.



وتحتل حكايات الغيلان مكانة مرموقة في مجموعات الحكايات الشعبية العالمية ولا تكاد تخلو حكايات شعب من الشعوب من ذكر الغيلان ومن محاولات "لتصورها" كما أنه من الملاحظ أن هذه الحكايات تستأثر باهتمام خاص من السامعين وعلى الأخص الأطفال لما يجدون فيها من أحداث غريبة ومفاجآت وأنشطة غير مألوفة في الحياة العادية تشد انتباههم وتدفعهم لاستزادة الرواية من هذا النوع من الحكايات الشعبية.



ويعود الاهتمام العلمي بدراسة حكايات الغيلان وتدوينها للحركة الرومانسية التي اجتاحت أوروبة في القرن الثامن عشر واتجهت فيما اتجهت إلى التراث الشعبي، ويعتمد الاخوان جريم- وهما من أوائل الباحثين الذين تصدوا للحكاية الشعبية- أن هذه الحكايات انتاج آري كامل وخاصة أن أغلب النصوص المستحدثة التي جمعاها كانت آرية، ويعتبرها كراب من أقدم أنواع القصص الشعبية لأنها تتناول الجانب غير اليقيني من تجربة الانسان كما تتناول تصوراته الغيبية ويعتقد هذا العالم الفولكلوري أن هذه الحكايات أثر من آثار العالم القديم حملته إلى أندونيسية تيارات الثقافتين الهندوكية والإسلامية ثم حمله الغرب إلى شرق إفريقية وحملة الهولنديون إلى جنوبي أفريقية وأذاعة المستعمرون الأوروبيون في العالم الجديد ويبدو أن هذه الحكايات قد وضعت في ظل مجتمع لا يختلف فقط عن مجتمعنا بل يختلف كذلك عن مجتمع العصور الوسطى ومجتمعات العصور القديمة كما تصورها كتابات أصحاب التقاويم التاريخية وبالطبع يجب الا تخلط بين النص الأصلي والمستحدث إذا ما طالعنا النصوص الحية وهالنا ما تعكسه من ملامح الحياة الشعبية الحديثة، فالنص الحي هو نسخة مستحدثة من نص أصلي غالباً ما نجهله، وليس من المستبعد أن تكون حكايات الغيلان أغصاناً صغيرة نبتت من الأساطير الأصلية.



وتتألف حكايات الغيلان من جزيئات بعضها يتصف بقدر كاف من الواقعية في حين يكون بعضها الآخر عبارة عن بقايا متخلفة من الماضي تمثل أشكال المعتقدات الأولى التي نشأت قبل تكوين الحكاية بفترة طويلة، ولقد تكون بعض هذه الجزئيات تكملة واستطرادا من أوهام الأحلام ولنضرب على ذلك مثلاً من حكاية "ست الادب" وفي هذه الحكاية جزئيتان الأولى: يتبع الغول ست الادب ويخطف ابنها الذي تلده والثانية: تبث ست الادب شكواها إلى "علبة الصبر" فلا تحتمل العلبة الظلمة وتنفجر وعندها يأتي الغول فوراً لتكفير اثامه، في الجزئية الأولى يبدو لنا الغول كما لو كان شخصاً عادياً الا أنه يمتلك نوايا شريرة وهو يسير في أثر الفتاة المسكينة المرفهة كما يفعل أي لص أو قاطع طريق، فيهددها لتذكر له سبب خوفها منه أو يخطف ابنها الذي ولدته لتوها وتستمر ست الادب على موقفها الذي يمليه الخوف من الغول فتتركه يأخذ ابنها مبررة ذلك بأن الولد ليس أعز من أمها وأبيها اللذين أخذهما الغول في السابق أما في الجزئية الثانية فنحن أمام سيدة مظلومة أسرف الغول في تحديها والاساءة إليها، وهي تجلس أمام "علبة الصبر" تبثها مظالمها، وتظل السيدة صابرة ولكن علبه الصبر لا تستطيع أن تصبر فتنفجر ويكون انفجارها بمثابة الحركة الديناميكية ذات رد الفعل الوحيد والذي هو حضور الغول الظالم فوراً من مكانه البعيد ويسلم الغول الولدين المخطوفين إلى أمهما ويكف عن مضاياقاته لها، وفي حين تبدو الجزئية الأولى ذات قدر معقول من الواقعية فإن الثانية تدخل في نطاق الخوارق، فما هي علبة الصبر؟ وكيف تنفجر إذا أخذ الانسان يبثها مشاكله؟ وكيف يعرف الظالم بذلك فيرتدع؟



التصور الشعبي للغيلان:


هناك تصور شعبي كامل للغيلان تؤيده عادات وممارسات شعبية وأساطير وحكايات تجزم بوجودها وتنتشر حكايات الغيلان والقصص والأخبار المتواترة عنها في كل قرية وداخل كل بيت ومع كل راو وبالطبع فإنني اتحدث هنا عن تلك الحكايات والأخبار المتواترة على اعتبار أنها جزء من مادة التراث الشعبي ومن وجهة النظر الأنثروبولوجية ليس الا وبكلمة أخرى ليس من اختصاص الفولكلوريين أن يبحثوا عن واقعية الحكايات أو عدم واقعيتها وإنما يدرسونها كظاهرة في الثقافة الشعبية.



إن الشعب يتصور الغيلان على هيئة بشرية موحشة، فبينما يتصورها تأكل وتتكلم وتحب وتكره وتحارب فإنه يرسم لها وجوها مرعبة وشعراً كثيفاً يكاد يحجب الرؤية، وأظافر غاية في الطول (قد تكون مغروزة في الأرض أمامها في بعض الجزئيات) وحجما ضخما وعيونا لامعة وقدرة حركية عالية وصوتا اجش وذكاء كبيراً (أحياناً) ودهاء بالغا ومعرفة غير محدودة.



وفي النطاق المحلي الضيق يعتقد الناس في الوسط الشعبي أنه إذا مات ابن آدم احس الأحياء بغولته تعود لتزورهم أو تعترض طريقهم وخاصة إذا كان القتل والقتل العمد هو سبب الوفاه ويروي الكثيرون حكايات وأخباراً يؤكدون فيها أنهم أحسوا بالغيلان فسمعوا أصواتها وشاهدوها على هيئة بشرية من تكوين أسود متحرك لنستمع إلى هذا الوصف لغولة قتيل[ii]: "كنت أركب الحمار قبيل الفجر وأنا في طريقي إلى مدينة مجاورة وكانت برفقتي ابنتي الصغيرة التي كانت تركب على الحمار نفسه وتمسك بي وعندما مررت بالموقع الذي قتل فيه محمد قرب مدرسة القرية شاهدت ما يشبه الجسد البشري الأسود يقف بالقرب من المكان ثم يسير أمامنا على مسافة بعيدة، وظننت أن ما أراه هو أم محمود التي اعتدنا أن نذهب معاً وإياها إلى المدنية لنبيع بعض منتوجاتنا، فأخذت أنادي بصوت عال:" أم محمود! أم محمود!" ولم ترد أم محمود، بل استمرت تسير على مسافة بعيدة أمامي، وظننت أنها تمازحني فلا تنتظرني وتحاول أن تسبقني إلى مدنية، ولم أهتم لتخوفات ابنتي والتي لاحظت أن أذني الحمار قد انتصبتا من الخوف وعندما وصلت إلى المدنية لم أجد أم محمود في السوق وأحسست ساعتها فقط بالخوف فقد تأكد لي إذ ذاك أن ما رايته لم يكن أم محمود وإنما كان "غولة محمد".



وهذا وصف آخر، تقول زهدية مصطفى 25 عاما، السنديانة حيفا: "ذهبت فجر يوم ما مع زوجي إلى الحقل للحصاد، وكنت أحمل طفلي الصغير في سريره الخشبي الذي حملته على رأسي وعندما مررت بالمكان الذي قتل فيه محمد سمعت صوت رجل يتبعنا وقد تعالت أصوات ضربات قدمين ترتديان البوت الثقيل وعندما شرحت مخاوفي لزوجي أخذ زوجي يسير خلفي ليفصل بيني وبين الصوت الذي اسمعه وظللت اسمع ذلك الصوت حتى ابتعدنا كثيراً عن المكان الذي قتل فيه محمد".



وإذا ما لاحظنا أن زوج الراوية في الرواية الثانية لم يسمع ضربات القدمين وأن الرواية الأولى لم تفكر في الغولة ولم تخف منها عندما رأتها فإننا نجد تاكيدا للقول الشعبي المأثور: "اللي بخاف من الغول بطلع له، وهكذا يبدو الغول هنا وعند فئة شعبية غير خرافية مجرد شئ تتصوره أوهام الخائفين، ويؤكد الذين شاهدوا الغيلان ليلاً أن الغول يتلاشى عندما "يطلع النهار" وينطفئ كما ينطفئ السراج، وربما كان ذلك تاكيدا لاعتبار الغول مجرد وهم عند بعض الفئات الشعبية يصنعه خيال الخائفين تحت جنح الظلام، وتكثر الغيلان كما تتواتر عنها الروايات الشعبية في الأماكن الخالية والخربة المهجورة وبالقرب من المقابر والأماكن التي يقتل فيها الأدميون، ولذلك نلاحظ أن الغول في الحكايات الشعبية يقطن على مسافة بعيدة من البشر في بطون الوديان وفي قصور حصينة بعيدة يقتل كل من يقترب منها أو يحرس الكنوز الموصودة باسم شخص معين، أو العيون التي تفرز ماء الحياة، أو الانهار والينابيع التي يرتوي منها البشر فيمنعهم من ورودها وفي حالات أخرى ترى بعض الغيلان في تماس مع مجتمع المدنية.



الغول الطيب:

في حالات قليلة نسبياً تصادف الغول الطيب المؤمن في ثنايا الحكاية الشعبية ويبدو هذا الغول على غرار الغول الشرير من حيث القوة والمقدرة على الحركة السريعة وحتى على افتراس الأدميين واكل لحمهم البشري إذا لم يحسنوا التصرف ويصادف البطل هذا الغول وهو في رحلته الميمونة للحصول على الدواء العجيب أو فتاة الأحلام أو احضار ماء الحياة فيكون له خير عون على تحقيق ما يريد يصادف البطل الغولة الام وقد القت ثدييها خلف ظهرها وتهدل شعر رأسها وحواجبها وشعر جسدها على الأرض وانغرست أظافرها أمامها في التراب ويسرع البطل فيرضع من الثديين ويقص الشعر الزائد والأظافر وعندها تحس الغولة بالسعادة والراحة والمقدرة على رؤية كل ما حولها بوضوح ومتعة تعبر عن سعادتها بما فعله البطل اللي أفظى الدنيا بوجهها واللي رظع من بزها اليمين وصار مثل ابنها اسماعين ورضع من بزها اليسار وصار مثل ابنها نصار" ويعرف البطل أنه إذا كانت الغولة تطحن السكر وكانت عيناها تصدران بريقاً هادئاً فهذه هي اللحظة المناسبة للاقتراب منها والتودد إليها وعليه أن يبتعد عنها، إذا كانت تطحن الملح "وعينيها يتقادحن[iii] ويأتي أبناء الغولة الذين كانوا في رحلة البحث عن القوت اليومي وتخشى أمنا الغولة على الضيف من أبنائها فتسحره دبوساً تضعه في صدرها ولا تخرج الابعد أن تحصل على كلمة الأمان منهم وعندها يرحب به الغيلان ويتطوعون لمساعدته ونصحه وتسهيل مهمته وتتركز المعونة التي يقدمها الغيلان للبشر في النقل السريع على اعتبار أن للغول مقدرة على اختراق المسافات في ثوان قليلة وهذه السرعة تهيئ إمكانية لا تجاري يستطيع أن يعود بالدواء للمريض العزيز قبل أن يفسد وتستطيع البطلة أن تسبق زوجها الذي هجرها إلى حيث يقصد، أما المعونة الأخرى التي يقدمها الغول الطيب للبطل فهي النصيحة التي بدونها لن يستطيع البطل تحقيق أي هدف بدونها فيحدد الغول للبطل المكان المناسب الذي يجد فيه مبتغاه أو اللحظة المناسبة للانقضاض على خصمه أو الطريق المناسبة للقيام بذلك وقد تقدم جنية لصديقتها معونة كبيرة فتبني لها قصراً أو تنشئ لها مخيماً وتملأ القصر أو المخيم بالاثاث والرياش وصنوف الطعام وتحشد له الخدم والحراس.



ويجوز لنا الاعتقاد بأن تصور الأوساط الشعبية لكل هذه السهولة واليسر في الانتقال السريع هو بمثابة طموح الانسان لتحقيق وسائل اتصال سريعة بعد أن مل من الانتقال بالوسائل العادية ترى الا يمكن اعتبار ما تحقق الآن من وسائل تكنولوجية هائلة تقرب المسافات بين البشر هو بمثابة ذلك الخيال المجنح الذي تصوره الانسان؟ والا يحق لنا الاعتقاد بأنه عندما كان الانسان يصارع الطبيعة فلا يستطيع التغلب عليها كان يلجأ للخيال الذي يضع الغول في خدمته لتحقيق ما صعب تحقيقه في عالم الواقع ورسمه في عالم الأحلام؟ لقد لاحظنا أن الأعمى يمكن أن يشفى والبعيد يمكن أن يحضر والمستحيل يمكن أن يتحقق بمعونة الغيلان ونلاحظ اليوم أن أشياء كثيرة مما كانت مجرد شطحه خيالية في الحكاية الشعبية قد تحققت بطريقة أو أخرى لقد رسم خيال الانسان صورة للرحلة إلى جبل قاف ذي البعد الخرافي وحقق جهد الانسان وعلمه الوصول إلى القمر إن ما كان خيالاً بالامس حفز شخصاً ما على العمل لتحقيقه بصورة أو بأخرى.



الغول الشرير الكافر:

ويصادفنا في ثنايا حكايات الغيلان ذلك النوع من الغيلان التي تؤذي البشر كأن تأكلهم أو تعيق تحركهم في سبيل مبتغاهم أو تمعن في الاساءة إليهم، ويخوض البشر صراعاً طويلاً مع هذا النوع من الغيلان تتخلله أعمال بطولية وتحركات فهلوية وقد يساعد الغيلان المؤمنة الطيبة" أبطال الحكايات ضد "الغيلان الشريرة الكافرة" والعصبية هنا ليست عصبية الجنس بل عصبية الإيمان والمبدأ وليس صعباً علينا أن نعزو هذا التصرف إلى ما تأثر به الرواة المسلمون من مبدأ الافضلية بالتقوى، وتنتهي الحكاية عادة بانتصار البطل ويبدأ الصراع بين الانسان والغول الشرير بمجرد التماس بينهما، الا أنه غالباً ما يحسم بضربة ذكية من سيف خشبي غالباً ما يكون سيف الغول نفسه، وفي معظم الحالات يتعرف البطل على الوسيلة الناجحة للقضاء على الغول بمعونة رفيق أو خادم كان قد اسدى له معروفاً مسبقاً أن الحكايات الشعبية لا تعرض لنا قصة الانسان المهزوم أمام الغول ولا تصور لنا كيف يفترس الغول ضحاياه من البشر، وتكتفي هذه الحكايات بأن تصور لنا ذلك الجانب من الأحداث التي يكون فيه البطل الانسي قادراً على أن يصرع الغول أو يسيطر عليه ولا يمكن تفسير هذا الاصرار من جانب الرواة الا من ناحية الرغبة في التمشي مع ابراز ما انطبع في الوجدان الشعبي من خوف مستأصل من الغيلان.



أننا نجد الغول الشرير وهو في حمى الغيلان البعيدة في "حكاية القرصة" وقد جلس بقرب نار عظيمة وأخذ يشوي بقرة ويهم الغول بأن يفتك بالبطلة التي جاءته إلى عرينه تستجديه "شقفة نار"[iv]، ولكنه يتردد ثم يعفو عنها قائلاً: "ولولا سلامك سبق كلامك لخلي الذبان لزرق يسمع صحك[v] اعظامك"، ثم يتبع الغول فريسته حتى تصل إلى الكوخ الذي تقيم فيه مع أخوتها السبعة ورغم أنها تغلق باب الكوخ فإن الغول يطلب منها أن تمد أصبعها ليمصه ويفعل ذلك يومياً.



ويجوز لنا الاعتقاد بأن هذه الجزئية تعود إلى ذلك العهد الذي وجد فيه الانسان مصاص الدماء ذلك الشخص النهم الذي يأكل بقرة كاملة ويسير في أثر فتاة مسكينة ليمتص دمها إذا أردنا أن نفكر بروح العصر فلنا أن الشعب كان يستعمل شخصية الغول ليرمز إلى الاستغلال والمستغل الذي كان يعيش على مايستدره من مال من عرق وجهد وجوع العمل الزراعيين في بلادنا في الاقطاعيات والمشيخات التي كانت سائدة في العهد العثماني ذلك مجرد تأويل يستعين بسند تاريخي وفي "حكاية القرصة" نجد أن أخا البطلة يقطع رأس الغول فتنفتح صفحة من الصراع بين مصاصي الدماء ومحترفي السحر والخداع وبين أبناء المرأة الفلاحة العجوز وربما كان في ذلك تأكيد للتأويل الذي ذهبنا إليه.



ونجد الغول الشرير في الفلاة الواسعة وجها لوجه أمام الانسان الذي شد الرحال ليطلب مبتغاه، "فالشاطر حسن" يهاجم الغيلان ليحصل على "القلب المطلوب" و "ماء الحياة" و"العصفور الازرق" وذلك في محاولة منه لشفاء أمه وضرائرها من العمى والامراض المستعصية وبذلك نجد في هذه الحكاية صورة للرواد الذين فتحوا أبواب المجهول أمام بني البشر ومن جهة أخرى يمكن تفسير هذه الحكاية على أنها صدى لآمال الناس وطموحاتهم لمصارعة الطبيعة وتحقيق تخطي صعوبات فوق مستوى مقدرة البشرية في مرحلة حضارية معينة مثل: جعل الأعمى يرتد بصيراً والقضاء على الطاغية المستبد مهما كانت قوته ساحقة والتي كان الغول مجرد رمز لتلك القوة ونحن نشاهد في حكاية الشاطر حسن طموح الانسان الذي لا حد له ومثابرته الرائعة على تحقيق أهدافه فزوجة أبيه لا يمكن القضاء عليها الا بطريقة واحدة وهي الحصول على زجاجة صغيرة تحوي عصفوراً أزرق، وإذا ما تم قتل العصفور ماتت تلك الغولة المتنكرة بلباس الآدميين وتحفظ الزجاجة التي تحتوي على روح الغولة في قصر منيف تسكنه عتاة الغيلان ويستطيع البطل- الشاطر حسن – فك الطوق واحضار الزجاجة والحصول على كنز وفتاة رائعة الجمال أنها امثولة للناس المضطهدين الذين يحلمون بالقضاء على المغتصبين وتحقيق الرفاه وهي أيضاً تعكس جو التعاسه الذي كان يسود حياة الحريم في ظل الاعتراف والقبول بمبدأ تعدد الزوجات أو ممارسة ذلك على نطاق واسع.



ونجد الغول على مقربة من الحياة البشرية إذ يتسلل في هيئة شحاذ زري أو "طالبة زواج" إلى داخل المجتمع الإنساني ففي "حكاية اخشيشبون" نرى شحاذا زرياً يربط حماره على باب بيت فتاة وحيدة ماتت أمها وذهب أبوها إلى الحج ولا أخوة لها ويدخل الشحاذ إلى البيت وفي الليل يكشف هذا الشحاذ عن صورته غير البشرية ويتحول إلى غول ويأخذ الغول في معاونة الفتاة بطحن الحب الذي اتخذته وسيلة لتمضية الوقت وستاراً لنداءتها لجارها كي ينقذها، وينقذ الجار البطلة يقتل الغول وتبدأ صراعات طويلة مع أسرة الغول، ترى لم يختر الغول سوى هذا البيت شبه الخالي من الناس؟ ولماذا يدخل متستراً كما يفعل اللصوص؟ أنها صورة أخرى للغول نراه ذا بطش وجبروت ومقدرة لا حد لها في حكايات أخرى ونراه هنا يلجأ للحيلة والخداع.



وقد تجتذب الغيلان شخصاً وأسرته بكاملها إلى أماكنها المهجورة بقصد تسمينهم تمهيداً لافتراسهم، وهذا ما نراه في حكاية "حبيب زمان" حيث تغري غولة تتزيا بزي امرأة رجلاً مأفونا ليقيم عندها وتدعي أنها أخته التي تزوجت وهي صغيرة دون أن يعرفها هو ويجبر الرجل زوجته وأولاده على الانتقال والاقامة مع أخته المزعومة للاستفادة من إمكاناتها المتوفرة وتطيع الزوجة المسكينة رغم أنها حاولت تحذير زوجها المأفون دون جدوي ويتضح أخيراً أن الأخت المزعومة غولة تنتظر الوقت المناسب لتفترس أعضاء الأسرة المسكينة، تهرب الأم وأبناؤها بحيلة ويبقي الرجل الغبي ليواجه مصيره المحتوم.



ونجد الغول وقد ضرب جذوراً قويةً في مجتمع المدينة أو القرية وتزيا بزي استاذ في "كتاب القرية" وتصادفه تلميذه صغيرة ذات صباح باكر وهو يعلق بقرة على الجدار ويجري إليها فينهشها ثم يبتعد عنها ويعود لينهشها، ولما كانت "ست اليدب"- وهو أسم بطلة القصة – أبنه سلطان مهذبة وغير جسورة بحكم تربيتها، فقد هربت عائدة إلى البيت تاركة واحدا من زوج الاحذية الذي ترتديه، ويذهب الغول في الليل ليسألها عن سبب هربها وكأنه يود أن يتأكد أن سره في القرية لم يكشف وترفض البنت أن تقول شيئاً ما رغم أنه هددها بقتل أهلها وأهل البلد وكل الناس الذين تحل بين ظهرانيهم ويفعل ذلك ويختطف طفليها دون أن تجيب عن سبب هربها من استاذها وتظل صابرة حتى بعد أن نفذ تهديداته وبحيلة سحرية يرتدع الغول ويعيد للسيدة المسكينة طفليها وتكشف حقيقة صبرها وتعود لزوجها السلطان ومن الواضح أن الغول هنا هو رمز للطاغية الذي يستر جرائمه بمزيد من الجرائم ويظل يمعن في جرائمه حتى يردعه ضميره الذي يستيقظ بعد أن يحس بهول ما اقترف وهذه هي فرضية مجتمع يظل يرضخ تحت ضربات جلادية دون أن يجرؤ على ابداء رد فعل منتظراً صحوة الضمير.
وفي بعض الحالات يكون الغول رمزاً للعقم والموت واحتجاب الماء وحجز المراعي ويظهر البشري الذي يقضي على الغول ويسلب كل كنوزه ويفتح الطرق أمام العطشى والجياع لارتياد المياه والمراعي وليس من الصعب أن نتصور في هذه الجزئيات صدى لاخبار الرواد الذين فتحوا أبواب الأراضي الخصيبة الشاسعة أمام قبائلهم التي كانت تعاني الجوع والعطش على أطراف الصحراء.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baitalmaqdes.ahlamontada.com
أبو عبدالله
المدير العام
أبو عبدالله


الأوسمة : الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Images?q=tbn:ANd9GcTgNl4W_xxNjelReMZGBk1xB4LnHKmJDo85ATynJ2j_hgBWgi5i

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Image

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Ebda3


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني 2002


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Alg7dpic-1888ec73d1


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني 48
عدد المساهمات : 3550
نقاط : 58184
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2010

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني   الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالثلاثاء ديسمبر 27, 2011 10:35 am



الحياة الخاصة للغول:
يقول اكسينوفانز "يعتقد الاثيوبيون أن الآلهة فطس الانوف وسود البشرة، أما التراقيون فيتصورون الهتهم زرق العيون حمر الشعر، ولو كان للثيران والخيول ايد وارادت أن ترسم بايديها فأنها سترسم أشكال آلهتها على شاكلتها فآلهة الخيل ترسم كالخيل وآلهة الثيران ترسم كالثيران"، وليست الغيلان آلهة إنما هي كائنات بشرية تصورها الراوية الشعبي وتصورها الناس على شاكلة البشر، ورسم ملامح عواطفها وتصرفاتها وبنيانها الجسدي على نحو ما عرفه البشر في بني البشر، ولكنهم أضافوا للصورة الرتوش الضرورية التي تجعل الغول نموذجاً لما يخيف ويؤذي.


وتصور الحكايات الشعبية الغيلان في صور شتى غير الصورة البشرية فمرة نراها على شاكله سمكة أو حصان أو امرأة تتزوج انساناً عادياً أو تعيش كعذراء وقد ترى الغيلان وقد استحالت إلى عنصر بشري يعيش بين البشر مثل شخصية الاستاذ في الكتاب والطفلة التي تعتدي على قطيع غنم أهلها وهناك اعتقاد مؤداة أنه إذا شربت امرأة ماء ملوثاً ببول الغيلان فإنها تلد طفلاً له صفحات الغول.



وتصور الحكايات الغول على أنه ينام نوماً عميقاً ويأكل طعاماً كثيراً والصلة بين الفكرتين واضحة وناتجه عن التخمة أما فكرة الموت عند الغيلان فلا بد أن تتسم بسمات تختلف عنها عند البشر فالغول يموت ولكن بطرق مغايرة لما عرفه البشر يموت بسيف خشبي أو باقتلاع شعره من مكان معين من جسده أو يقتل كائن حي آخر تحل روح الغول فيه.



إن سر حياة الغيلان يكمن في شئ دخيل منفصل عنها كببغاء أو نحلة أو يمامة ولا تموت الغيلان الا إذا قتلت هذه الأشياء بالطرق المرسومة وفي كثير من القصص يعرف البطل سر حياة الغول عن طريق الأميرة الأسيرة.



في حكاية الحطاب (زرندك) يصادفنا الغول الذي ينبش القبور ويأكل جثث الموتى ونحس بذلك الاعتقاد الذي يوحي بأن امراة مثل زرندك يمكن أن تكون غولة وتأكل ابناءها، وفي حكاية "دلهمة" نلاحظ أن الغولة يمكن أن تكون قد جعلت نفسها في شكل "ظرف من الزيت" حتى إذا ما حاول أحد المارة أخذ هذا الظرف استعادت الغولة شكلها الأول وكان على هذا الشخص أن يجهز لها كمية هائلة من الطعام لاشباعها فالمعتقد في الوسط الشعبي أن الغول يأكل مقادير ضخمة من المأكولات، كما أن هذا الشخص تقع عليه مسؤولية كبيرة إذ تتهمه الغيلان بأنه اختطف عضواً من جماعتها الا أنه في حكاية دلهمة تسر والدة الغولة من حسن الضيافة التي قوبلت بها ابنتها الغولة وتكافئ المضيف بمنحه "المرجة " وهي قدرة خاصة تساعده على ان يشفى أي شخص اصيب بصدع في رقبته أو يده، ونجد في حكاية "الغولة أن أما تمنت على الله أن يرزقها بنتا حتى لو كانت هذه البنت غولة ويجيب الله دعوتها وتلد ابنة لها صفات الغيلان وتفترس هذه البنت غنم البلد وأهلها "وبتظل على تاليهم" [vi] لكن أخاها الذي هجر البلد في فترة مبكرة واثبت جداره بالقضاء على الوحوش التي تمنع المرعى عن الناس والذي أصبح له سبع وسبعة[vii] أخذهما من أمهما التي ساعدها في الولادة هذا الأخ يعود للبلد ويتمكن بمعونة السبعين من تمزيق الأخت الغولة، ونرى الغول في حكاية "اجبينة" التي رواها هانوور عن امرأة تلحمية وكان الغول يملك قطيعاً من المواشي ويسكن في بيت على رأس جبل عال، وعندما يعثر هذا الغول على اجبينة يجعلها راعية لمواشية وبعد ذلك يأتي أهل اجبينة ويأخذون ابنتهم وينهبون المواشي في غياب الغول ولا يتبع الغول أثر الناس الذين نهبوا ثروته بل ينفجر من الغيظ وهنا نحس بأن الغول قد انحط في الذاكرة الشعبية إلى مستوى رجل متوحش يقطن وحيداً على رأس جبل ويعيش على رعي المواشي.



أن استقراء العديد من النصوص من حكايات الغيلان يجعلنا نرى أن الغول هو رمز لذلك الكائن الذي تجمعت حوله الكراهية الشعبية فهو الذي يحجز الكنوز ويمنع الناس من ارتياد المراعي والينابيع ويحجز الأميرة الجميلة رغما عنها وهو الذي يباعد بين الانسان وبين سر الخلود.



هذا فضلاً عن أنه يحقد على العنصر البشري لدرجة أنه يأكل الانسان بلحمه ودمه لمجرد احتكاكه به.

وإذا وضعنا باعتبارنا أن الغول ليس له صفة الهية ولا علاقة بين حكايات الغيلان والدين من قريب أو بعيدة امكن القول أن الغول شئ يقع بين الآلهة وسواد الشعب، الا يجوز لنا الاعتقاد بأن الوجدان الشعبي قصد بالغول أولئك الاشياخ والمتنفذين المستغلين طوال عصور الظلام في بلادنا منذ افول مجد الدول العباسية وعبر فترات الحكم الاجنبي وكذلك كل رموز الاستغلال واضطهاد الانسان للانسان أن الغول بسماته البسيطة الموجودة في الحكاية الشعبية أمر لا وجود له بل هو مجرد رمز للاضطهاد والاستغلال البشع ومصداقا لذلك ما جاء في المأثور الشعبي، "ما غول الابنيادم" (ابن آدم).

حكايات الجن: يعتقد الناس في الوسط الشعبي بوجود مخلوقات تسبق خلق آدم تسمى الجان ويعتقدون أن الملائكة يسكنون في السماء ويقومون بوظائف مختلفة منهم من هو في السماء الأولى وأشكالهم كأشكال البقر ومنهم من يسكن في السماء الثانية وأشكالهم كأشكال الصقور ومنهم من يسكنون السماء الثالثة وأشكالهم كأشكال النسور ومنهم من يسكنون في السماء الرابعة وأشكالهم كأشكال الخيل ……الخ.



وهناك قصة تحكي أصل الجان تقول، أن "امنا حواء" كانت تلد أربعين مولودا في المرة الواحدة ولكن بما أنها لم تكن تقدر على العناية بأكثر من عشرين منهم فقد كانت تحتفظ باحسن عشرين مولودا منهم وتلقي بالعشرين الآخرين الرديئي النوعية بعيداً، وسأل آدم امراته عن عدد المواليد فقالت له أنها ولدت عشرين ولأنه لم يصدقها فقد رجا الله أن يجعل المواليد التي ترميهم حواء يقيمون تحت الأرض وينتشرون في الليل عندما ينام الناس وهؤلاء هم الجان ويعتقد أن الجن مخلوقة من نار السموم وهي نار تنقصها الحرارة كما ينقصها الدخان ويقال أن الجن تقيم وراء جبل قاف والذي هو عبارة عن سلسلة مرتفعات تحيط بالأرض وربما سلسلة جبال قاف هي سلسلة جبال القوفاز ويذكر واشنطن ايرفبخ أن هناك اعتقادا عند المسلمين بأن مجيء يأجوج ومأجوج من علائم قيام الساعة، وسيأتي هذان المحاربان العظيمان وقومهما من الشمال في جموع تغطي وجه الأرض كما تغطيها السحابة وسوف يهزم ياجوج ومأجوج وتستغل أسلحتهم لتسليح جيوش المسلمين لسبع سنوات، ويذكر القرآن أن ذا القرنين بني جدارا يفصل شعبه عن أولئك الغزاة ومادته من الحديد والنحاس والحجر، وربما كان هذا السور العظيم الذي بناه czar peter في حملته على بلاد الفرس بجوار مدينة دربند، وقد كان ذلك السور- الذي كان عبارة عن اطلال وخرائب- يمر عبر جبال القفقاس وكان محصنا في بعض الجهات بالقلاع والحصون وقد اعتقد العرب والفرس أنه بني لصد غزوة يأجوج ومأجوج.



والغالبية العظمي من الجان قذرة تقيم في الأنهار والنوافير والينابيع والابنية المتهدمة والحمامات والمخازن والأفران والكهوف ويختار بعضهم الاقامة في شقوق الجدران وتحت عتبات البيوت المأهولة، ولذلك فإن الناس يخشون من الجلوس على العتبات وخاصة عند المساء، وإذا مروا فوقها ذكروا اسم الله، ويعتقد الناس أن الجن يمكن أن يسرقوا أشياءنا إذا لم نذكر اسم الله عند استعمالها فالمرأة التي تمد يدها للحبوب أو الطحين أو الزيت دون أن تذكر اسم الله تخسر جزءاً كبيراً من أشيائها هذه ويسرقها الجن ويروي هانوور قصة ولد من العيسوية اختطفه الجان عندما كان ذاهباً للمساهمة في جني المحصول إلى الشمال من جبال الزيتون وظل عندهم مدة تسع سنوات وساهم في كل غزواتهم وسرقاتهم وذات يوم كان يقف بالقرب من نبات الفيجم عندما صرخ به الجن لا تملأ يدك من هذا البنات ولكن رغبة منه في الخلاص من الجن ملأ يده من هذا النبات وحين ذلك اختفى كل الجن وتمكن من العودة إلى أهله.



ويحب الجان أن يعامل باحترام فنعدما يدخل شخص ما مستودعا أو كهفا أو حتى إذا كان يكنس غرفة مضى عليها وقت وهي خالية فيجب عليه أن يقول، " دستوركم يامباركين"، وكذلك الحال فإذا كان الشخص يحمل ناراً أو ماء فإن عليه أن بذكر أسم الله حتى لا تسقط النار أو الماء على الجن وعندما يحتك الانس بالجن فإن أول ما يوصيه الجني للانسي هو الا يذكر أسم الله لأنه لو فعل ذلك فإن الجن ستقضي عليه.



وفي حكاية "المرة العورة" يأتي الجن بالمرأة بطلة الحكاية إلى حيث يقيمون تحت الأرض لتساعد امرأة من الجن في الولادة ويقول واحد من الجن للمرأة: " إذا غامرت بذكر أسم الله فإنك ستموتين ولو جئنا نحن الذين نعيش تحت الأرض إليك لكان ذكر أسم الله سبيلاً لوقايتك منا ولكن مثل حالتك وقد جئت إلى حيث نسكن وأنت مدينة بحقنا فإن ذكر اسم الله لا ينفعك".



ويضع الإنسي نفسه في حماية الجان صاحب الأرض عندما يحل فيها نرى مثل حكاية "البدوي" الذي حل ذات يوم في أرض عراء واراد النوم فقال: " بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت على الله، واضع نفسي في حماية صاحب هذه الأرض" وبذلك يصبح الجان صاحب هذه الأرض ملزما بحماية ذلك البدوي ويلتزم بهذه الحماية ويظل ملتزما بها حتى بعد أن يتلقى دعوة للمشاركة في عرس جني زميل، وأخيراً لا يذهب للعرس الا بعد أن يشير عليه الجني زميله بأن يضعه في حضن ابنة السلطان بادئاً بذلك الخطوة الأولى في اقامة علاقة بين البدوي وابنة السلطان تنتهي بالزواج.



وتردد حكاية "الشيخ طنطف" ذلك الاعتقاد بأن هناك أناساً يسكنون تحت الأرض (أهل الأرض)، فعندما تزل قدم البطلة وتنزل تحت الأرض تجد مساكن فيها شيخ جليل هو الشيخ طنطف ولكن هذا الشيخ لا يتحرك الا إذا دفعه الانسان وعندما يأتي ابناؤه نراه وقد أخذ يتحرك ويتحدث كأي انسان عادي وتنتهي الحكاية بأن تتزوج البطلة من أحد أبناء الشيخ طنطف.



وفي حكاية "الإنس والجان" نجد الجان وقد تخفى في شكل عنزة سوداء يلتقي بها رجل من الانس فيحملها وتأخذ العنزة في التدريج شكلاً أطول وتطلب من الرجل أن يعيدها إلى جماعتها (الجن) ولكن الرجل يرفض لأنه في غاية التعب ولا يجد وسيلة للتخلص من هذه المصيبة إلا بعد أن يقتلها طعنا وهكذا يصبح هناك ثأر بين حمولة[viii] ذلك الرجل وبين الجن ويشن الجن حملة شعواء على تلك الحمولة ويأخذون برجمها بالحجارة كل ليلة ابتداء من الساعات الأولى للمساء دون أن تجد هذه الحمولة وسيلة تدافع بها عن نفسها ويحل المشكلة شيخ يتصدى للجن بعكازتة "ويخبط فيها على رأسه ويقول له …خلص بكفيك اللي عملته"[ix].



ونجد البطل في حكاية "الشاطر محمد" وقد حقق ما أراد بجمعه بين الشجاعة والاستفادة من الجهود الخارقة لابنة ملك الجان المتخفية في شكل حية، والشاطر محمد نموذج للبطل الذي يشق طريق الصعاب بجرأة وقدرة خارقة وقد بدأ حياته أبناً للمرأة التي هجرها زوجها لأنها لم تنجب غير طفل واحد وبعد أن يسافر البطل فترة طويلة يقضي فيها على الحية ذات الرؤوس السبعة والغول الذي يحاول افتراس "عليا" يعود لأهله ومعه العروس وهنا ينصبه أبوه شيخاً ويحتفل به احتفالاً كبيراً، وهنا نلاحظ التجارب التي تمر على البطل والتي يثبت فيها أنه أهل للزواج وللزعامة.



ونرى الشاطر محمد وقد عاد للمغامرة بصحبة أخوة من أم أخرى ويغدر أولئك الأخوة بالشاطر محمد فيقطعون رجليه ويتركونه، ولكنه وبسبب خدمة بسيطة أداها لأفعى يستعيد رجليه ويعود إلى أهله بعروس أخرى حصل عليها بشجاعة.



ويقع الجني في حب البنت الأنسية، ونراه في حكاية (جان يحب بنت) وقد ظهر بصورة كلب ووقف على باب بيت محبوبته يستجديها الخبز وبهداية من الله اعتادت هذه البنت أن تذكر أسم الله قائلة "بسم الله الرحمن الرحيم" كلما دخلت وخرجت وبذلك حمت نفسها من شر هذا الجني وتشاء الصدفة أن يتعقب والد البنت الكلب فيراه يدخل في مغارة وهو يحمل الرغيف الذي اعطته اياه الانسية ثم يرقص بين زملائه الجن قائلاً "ما سلاني الا بنت المسلماني أن خشت تقول بأسم الله وأن طلعت تقول بالرحمن"، وهكذا تنكشف حقيقة الجني الذي لا يمكن أن يصل إلى محبوبته بسبب ذكرها دائماً أسم الله والموعظة من وراء الحكاية واضحة.



وهناك اعتقاد بأن الجن تتخذ صورة حيوان وتسمى بإسمه، ولذلك فمن الخطر أن يخاطب أحد حيواناً أو أي مخلوق مهما صغر الا أشار إليه، لأنه ربما انتهز الجن الفرصة واعتبر نفسه المقصود بالدعوة ومن ذلك ما نسمعه في حكاية الخنفسة والتي تقمصتها غولة.



وتصور الناس في الوسط الشعبي عالم الجن وقد ضم أفراداً وملوكاً وممالك وتصور العلاقات الطبقية القائمة بين بني البشر وقد قامت بين الجن كما تصور الناس حياة الجن وكأنها حياة البشر وليس هناك ما يختلف بين حياة الناس وحياة الجن سوى قدرة الأخيرة على تحقيق معجزات النقل السريع وبناء القصور فوراً والوصول إلى الكنوز بكل سهولة ويسر, حتى العادات التفصيلية المتعلقة بأمور الزواج والعيش فقد وردت بصورة تكاد تكود مطابقة لما هي عليه لدى البشر إذ يقيم الجن أعراساً مثل تلك الأعراس التي يقيمها الفلاحون ففي حكاية "زفة الجن" نراهم وقد خرجوا في موكب من مواكب الزفة وسار الرجال والنساء والجميع يحملون الدفوف والنساء تطلق الزغاريد وقد أعطت واحدة من النسوة المشتركات في الزفة الانسي الذي وجد نفسه يسير في الموكب مشعلاً.



ويغرم الجان بموسقى اليرغول[x]، وتقول حكاية ان خادم بطريرك اللاتين في القدس (في حدود أواخر القرن التاسع عشر) كان يعزف على اليرغول في الوادي وحيداً عندما جاءه الجان في موكب عرس وطلبوا منه أن يستمر في العزف وبعد أن أحيا لهم حفل الفرح لليلة اعادوه للبطريرك الذي نهاه عند سماع القصة عن العزف على اليرغول حتى لا يقع في احابيل الجان وتصف لنا حكاية "المرة العورة" جانباً من الحياة الخاصة للجن، فهم يعيشون تحت الأرض ويتخذون شكل الآدميين أو الحيوانات عندما يخرجون إلى سطح الأرض وتحبل نساءهم وتلد وتقوم القابلة بتكحيل عيني المولود والوالدة بعد الولادة وتجتمع النساء في ساعة الولادة حول المرأة التي يجيئها المخاض تماماً كما يحصل في حياة الفلاحين ونعرف شيئاً عن شكل الجن في حكاية "المرة العورة"، فعيون الجن ذات بؤبؤ عمودي وليس أفقياً كما هو الحال عند البشر وإذا اكتحل المرء بشئ من كحل الجان فإنه يقدر على رؤية "أهل الأرض" وهذا ما يحصل لبطلة حكاية "المرة العورة" والتي سرعان ما تخسر هذه الميزة عندما تفقأ عينها امرأة جنية تلتقي بها فوق سطح الأرض وتفعل الجنية ذلك لأنها لا ترغب في أن تكون هناك انسية قادرة على رؤية الجن، ولا نستطيع أن نرى في هذه القصة غير عجز الانسان عن الخروج من الطوق الذي فرض عليه فالبشر يأملون برؤية "أهل الأرض" ويحققون الأمنية فترة ما ولكنهم يخسرون هذه الميزة أخيراً ويهدي الجن الأشخاص من الانس الذين يزورونهم ويسرون بهم هدية من "البصل" ولكن هذه الهدية سرعان ما تتحول إلى قطع من الذهب بمجرد أن يعود الانس إلى "بلاد الانس".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baitalmaqdes.ahlamontada.com
أبو عبدالله
المدير العام
أبو عبدالله


الأوسمة : الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Images?q=tbn:ANd9GcTgNl4W_xxNjelReMZGBk1xB4LnHKmJDo85ATynJ2j_hgBWgi5i

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Image

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Ebda3


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني 2002


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Alg7dpic-1888ec73d1


الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني 48
عدد المساهمات : 3550
نقاط : 58184
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2010

الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني   الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني Emptyالثلاثاء ديسمبر 27, 2011 10:37 am



حكايات السحر:

تصادفنا في ثنايا الحكايات الشعبية أدوات سحرية وهذه الأدوات توسل بها الوجدان الشعبي ليحقق على صعيد الخيال ما عجز عن تحقيقه على أرض الواقع ومن هذه الأدوات "عليبة الصبر"[xi]، في حكاية "ست اليدب"، فعندما يبلغ الاحساس بالظلم أوجه لدى البطلة تتوجه هذه إلى علبة الصبر تبثها مظالمها فلا تحتمل علبة الصبر وتنفجر وبمجرد انفجار علبة الصبر يثوب الغول إلى رشده ويعيد أبناء المرأة المظلومة إليها والذين اختطفهم منها بغير وجه حق ونجد في حكاية "حبيب رمان" المطراق الذي إذا ضرب به ابن الغولة الأرض انفجر نهر من ماء ونبت حقل واسع من العشب وهناك طاقية الاخفاء هذه الطاقية السحرية إذا لبسها البطل لم يعد باستطاعة أحد أن يراه ويتحرك ويتصرف على هواه دون رقيب أو حسيب وتتيح له هذه الحالة السحرية أن يحصل على الكنز أو ينتقم من العدو أو يصل إلى الأميرة في قصرها والتي يحجبها عنه الحراس والأبواب والأقفال ومن الأدوات السحرية التي تصادفها في ثنايا الحكايات الشعبية "خاتم لبيك" والذي إذا خاطبه البطل أجابه على الفور قائلاً: "سعدك بين أيديك" اطلب تعط"، ويعتقد أن هناك ماردا مكلفا بتلبية طلبات كل من يملك هذا الخاتم وللبساط السحري قدرة على نقل الأشخاص مسافات خيالية وبزمن قصير لا يجاريه اليوم أكبر الصواريخ المسيرة بقدرة الذرة أما المرآة السحرية فتتيح للانسان أن يرى ما في الأرض وما في السموات السبع وهذا أمر يعجز عنه أكثر الاختراعات العلمية حداثة وقدرة ولماء الحياة قدرة عجيبة سحرية فهو يشفي العين المريضة والمصابة بالعمى فيحيلها بصيرة وإذا اغتسل به المريض أو العجوز أضحى سليما متمتعاً بالشباب والنضارة.



ومن الممارسات السحرية التي نصادفها في ثنايا الحكايات الشعبية تحويل الانسان إلى حيوان أو دبوس يغرز في ثوب الجنية أو قطعة من اللبان تضعها تحت سنها وإذا ما زالت الظروف الطارئة يمكن إعادة الانسان إلى صورته الآدمية وقد يسحر العفريت نفسه حيواناً أو أنساناً لينال بغيته ويمارس الساحر أو الجني عملية رمي الماء أو التراب المسحورين على الناس ليخرجهم من صورتهم الآدمية إلى صورة أخرى وربما وصل الساحر إلى مبتغاه في تحويل الانسان إلى جماد بمجرد حركة من اصبعه وترصد الكنوز بحيث لا يمكن أن يهتدي لها الا شخص محظوظ بعينة.



وهناك الحكايات الشعبية التي تسفه مسألة السحر وتعريها من الحقيقة ومثال ذلك الحكاية التي تقول أن "الشيخ عصفور" حقق المعجزات عن طريق الصدفة بينما كان الناس يظنون أنه ذو قدرة خارقة ويعتقد الناس في الوسط الشعبي أن لعين ابن آدم قدرة سحرية عجيبة ولدينا الحكاية الشعبية التي تقول أن رجلاً وضع عين ابن آدم في قعر مكيال ولم يستطيع كل تجار البلد أن يملأوه وتمكن فلاح ساذج من ملاحظة العين فملأها بالتراب وامكن وقتها ملء المكيال[xii] ومن الأدوات السحرية التي تصادفنا في ثنايا الحكايات الشعبية "المرواد" ولا بد أن يكون هذا المرواد هو ذلك العود الدقيق المصنوع من الخشب أو المعدن والذي يغمس في وعاء الكحل لتكحيل العين وإذا ما اكتحل الانسان بمثل هذا المرواد فإنه يرى كل شئ في "تخوم الأرض" بمعني أنه يمكن أن يرى الأشياء التي يعجز الانسان العادي عن رؤيتها وهناك مرواد آخر إذا نظف الانسان به اذنية امكنه أن يسمع الأصوات التي لا يسمعها الانسان العادي وفي حكاية "يما افتحي باطيتك" نجد الطنجرة السحرية التي تعطيها صاحبتها للناس ليستخدموها فيضعوا فيها شيئاً ما وبعد ذلك تنغلق هذه الطنجرة ولا تفتح ابدا وهكذا يخسر الناس الأشياء التي وضعوها فيها وتصبح تلك الأشياء ملكاً لصاحبه الطنجرة فالطنجرة السحرية في هذه الحكاية مجرد رمز لظاهرة الأم التي تسمح لابنتها أن تمد يدها لمال الغير فتسوق كل ما تراه وتحاول الحصول على كل ما يعجبها من أشياء الآخرين إن لهذه الحكاية نهاية ممجوجة نرى الطنجرة وقد حصلت على شئ غريب ومخجل وكأن هذه الرواية ارادت أن تقول أن الأم التي تطلق العنان لرغبات ابنتها سوف تلقى آخر الأمر ما يسيئها.



ويستخدم السحر في تغيير حال الانسان من ادمي إلى حيوان أو جماد ويتم السحر في بعض الحالات بواسطة مقدار من الماء يوضع في وعاء وتتلى على هذا الماء قراءات معينة ثم يرش منه على الانسان ليخرج إلى صورة غير صورته، أما البساط السحري الذي نراه في عدد من الحكايات الشعبية والذي لديه القدرة على أن يسير فوق الريح وأن يحمل البشر مسافات بعيدة وفي فترة زمانية غاية في الضآلة قد تعادل مجرد الوقت الذي يحتاجه جفن العين لأن يرتد في غمضة، هذا البساط لا اخاله الا وقد انحدر إلى الذاكرة الشعبية من بساط سليمان والشئ نفسه يمكن أن يقال عن خاتم لبيك الذي إذا فركه الشخص المحظوظ والذي يعثر عليه انطلق امامه مارد ضخم وقال: "سعدك بين إيديك، أطلب تعط" وفي حمى الغيلان يمكن أن تنطق الأدوات الموجودة في بيت الغول وتخبر الغول بهرب البطلة ففي حكاية بسيمة وعندما تود البطلة أن تهرب من بيت الغول مع شقيقها تعمد هذه إلى دهن كل أداة في البيت بالحناء كوسيلة لاسترضائها لكي لا تخبر الغول بهربها ولسوء حظ البطلة تنسى أن تدهن الهاون ويشي الهاون بالبطلة لدى الغول مما يسبب لها مصاعب جمة.



وقد يسحر العفريت أو الغول أو الجن نفسه إلى صورة ادمي أو حيوان أو جماد ليتسني له الاقتراب أو الوصول من مكان ضروري لتحقيق أغراضه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baitalmaqdes.ahlamontada.com
 
الغــــــــــول في الفلكلور الفلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بيت المقدس :: المنتدى الفلسطيني العالم :: التراث الفلسطيني :: الحكاية الشعبية-
انتقل الى: