أبو عبدالله المدير العام
الأوسمة :
عدد المساهمات : 3550 نقاط : 58354 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| |
أبو عبدالله المدير العام
الأوسمة :
عدد المساهمات : 3550 نقاط : 58354 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: الصحابية التي لقبت بجبل الصبر الخميس يناير 05, 2012 10:18 am | |
| صفية بنت عبد المطلب هي صفية بنت عبد المطلب ، الهاشمية. وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم وشقيقة حمزة. وأم حواري النبي -صلى الله عليه وسلم-: الزبير وأمها من بني زهرة.
تزوجها الحارث، أخو أبي سفيان بن حرب فتوفي عنها.
وتزوجها العوام. أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد فولدت له: الزبير والسائب وعبد الكعبة.
قصة إسلامها:
هي من المهاجرات الأول، ولا يُعلم هل أسلمت مع حمزة أخيها، أو مع الزبير ولده؟..
من ملامح شخصيتها:
شجاعتها:
تظهر شجاعة السيدة صفية بنت عبد المطلب لما كانت في حصن فارع ورأت يهودي يطوف حول الحصن فنزلت إليه بعمود خيمتها وقتلته.
بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ لقد بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحابيات على الإسلام وما مسّت يدُهُ يد امرأة منهنّ، وكانت عمّته صفية -رضي الله عنها- معهن، فكان لبيعتها أثرٌ واضح في حياته، بإيمانها بالله ورسوله، ومعروفها لزوجها، وحفاظها على نفسها،والأمانة والإخلاص في القول والعمل.
قال تعالى:( يا أيُّها النّبي إذا جاءَك المؤمناتُ يبايِعْنَكَ على أن لا يُشْركْنَ بالله شيئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنينَ ولايَقْتُلن أولادهُنَّ ولا يأتيَن ببُهْتانٍ يفترينه بين أيْديهنَّ وأرجُلهنَّ ولا يَعْصينك في معروفٍ فبايعْهُنّ واستغفرْ لهُنَّ الله إنّ اللهَ غفورٌ رحيمٌ )...
ـ لم تكن صفية -رضي الله عنها- لتنسى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول أيام إسلامه، لمّا نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقْربين).
قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال:( يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئ، سلوني من مالي ما شئْتُمُ )000فخصّها بالذكر كما خصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه...
ـ زعم هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إلى ياسر أخو مرحب فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابني يا رسول الله قال بل ابنك يقتله إن شاء الله فخرج الزبير فالتقيا، فقتله الزبير.
بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:
أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها حمزة فلقيها الزبير فقال أي أمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي قالت ولم وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله فجاء الزبير فأخبره فقال خل سبيلها فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن...
بعض كلماتها:
ـ قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت عبد المطلب، تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب:
أسائلة أصحاب أحد مخافة بنات أبي من أعجم وخبير
فقال الخبير إن حمزة قد ثوى وزير رسول الله خير وزير
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة إلى جنة يحيا بها وسرور
فذلك ما كنا نرجي ونرتجي لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا بكاء وحزنا محضري ومسيري على أسد الله الذي كان مدرها يذود عن الإسلام كل كفور
فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي لدى أضبع تعتادني ونسور
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي جزى الله خيرا من أخ ونصير
ـ فقالت صفية ابنة عبد المطلب تبكي أباها:
أرقت لصوت نائحة بليل على رجل بقارعة الصعيد
ففاضت عند ذلكم دموعي على خدي كمنحدر الفريد
على رجل كريم غير وغل له الفضل المبين على العبيد
على الفياض شيبة ذي المعالي أبيك الخير وارث كل جود
صدوق في المواطن غير نكس ولا شخت المقام ولا سنيد
طويل الباع أروع شيظمي مطاع في عشيرته حميد
رثائها للرسول صلى الله عليه وسلم:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا... وكنت بنا بَرَّا ولم تك جافيا
وكنت رحيما هاديا معلما... ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمرك ما أبكى النبي لفقده... ولكن لما أخشى من الهرج آتيا
كأن على قلبي لذكر محمد... وما خفت من بعد النبي المكاويا
أفاطم صلى الله رب محمد... على جدث أمسى بيثرب ثاويا
فدى لرسول الله أمي وخالتي... وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صدقت وبلغت الرسالة صادقا... ومت صليب العود أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقى نبينا... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية... وأدخلت جنات من العدن راضيا
أرى حسنا أيتمته وتركته... يبكي ويدعو جده اليوم نائيا
وفاتها:
توفيت -رضي الله عنها- في خلافة عمر سنة عشرين...ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة... ودفنت في البقيع..
المراجع:
سير أعلام النبلاء - الإصابة في تمييز الصحابة - سيرة بن هشام - سيرة ابن كثير - الاستيعاب - الطبقات الكبرى | |
|
أبو عبدالله المدير العام
الأوسمة :
عدد المساهمات : 3550 نقاط : 58354 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: الصحابية التي لقبت بجبل الصبر الخميس يناير 05, 2012 10:56 am | |
| كان الرجال يحسبون لها ألف حساب، محاطة بالمجد والنسب المشرف من كل جانب؛
فأبوها هو عبد المطلب بن هاشم جد النبي وزعيم قريش وسيدها المطاع،
وأمها هالة بنت وهب أخت آمنة بنت وهب والدة الرسول،
وزوجها الأول هو الحارث بن حرب أخو أبي سفيان بن حرب زعيم بني أمية وقد توفي وتركها أرملة.
وزوجها الثاني هو العوّام بن خويلد أخو أم المؤمنين خديجة بنت خويلد،
وابنها هو الزبير بن العوّام حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد توفي زوجها العوّام وترك لها الزبير صغيرا فربته تربية شديدة فيها حزم وشدة ليكون فارسا مغوارا وذكيا وشجاعا، وكان هكذا وأكثر رضي الله عنه.
إسلامها ومواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أهله للإيمان وقال لهم إني لا أملك لكم من الله شيئا، وشجعهم على التصديق برسالته، فكانت صفية رضي الله عنها من الرعيل الأول الذي آمن وصدّق، وعانت هي وولدها الزبير مع المسلمين الأوائل من بأس وظلم واضطهاد كفار قريش للمسلمين، وكانت مع المهاجرين إلى المدينة تاركة وراءها مالها وذكرياتها ومنزلها مهاجرة بدينها إلى الله ورسوله.
غزواتها نعم كانت لها غزوات ومواقف كثيرة تحسب لها بعد إسلامها، على الرغم من أنها عندما اعتنقت الإسلام كانت تقترب من الستين إلا أن التاريخ لن ينسى لها الكثير من المواقف لعل أهمها موقفها في غزوة أحد وفي غزوة الخندق.
ففي غزوة أحد خرجت مع جماعة من النساء جهادا في سبيل الله؛ لتنقل الماء وتروي العطشى وتجهز الأسلحة وغيرها من الأعمال الخفيفة. لكنها من ناحية أخرى كانت ترقب المعركة بمشاعرها كلها؛ ففيها ابن أخيها رسول الله عليه الصلاة والسلام وأخوها حمزة وابنها الزبير وقبل هذا وفوقه مصير الإسلام الذي اعتنقته عن حب واقتناع. فلما رأت تراجع بعض المسلمين عن القتال وانكشاف ظهر الرسول هبت آخذة رمح أحد المنهزمين، وشقت به الصفوف وهي تهتف بالمسلمين ألا يتراجعوا، طالبة منهم حماية رسول الله ونبيه. فلما رآها النبي عليه الصلاة والسلام خشي عليها أن ترى أخاها حمزة بعد أن صرعه حبشي ومثلت هند بجثته أبشع تمثيل فنادى ابنها الزبير ليمنع والدته من القدوم، فلما نقل لها أمر رسول الله قالت له اتركني، وإنها تعلم أنه تم التمثيل بجثة أخيها فقال له الرسول: اتركها فتركها، وعند انتهاء المعركة وقفت على رأس جثة حمزة رضي الله عنه ووجدته مطعونا في بطنه وكبده مخرج منه وأذناه وأنفه مقطوعان ووجهه مشوّه فاستغفرت له الله وقالت:
إن ذلك في الله.. رضيت بقضاء الله.. والله لأصبرنّ واحتسبنّ.
أما في غزوة الخندق فلها موقف أقل ما يدل عليه هو دهاؤها وذكاؤها إلى جوار شجاعتها وحزمها. فلقد كان من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أراد الخروج في غزوة من الغزوات أن يجمع النساء والأطفال في الحصون خوفا من أي هجوم على المدينة في غياب رجالها. وفي غزوة الخندق جمع عليه الصلاة والسلام نساءه وعمته صفية ومجموعة أخرى من نساء المؤمنين في حصن لحسّان بن ثابت ورثه عن آبائه وكان من أكثر حصون المدينة مناعة. وبعد بدء المعركة وانشغال المسلمين بمحاربة العدو رأت صفية بنت عبد المطلب شبحا يتحرك متخفيا بظلام الفجر فدققت فيه نظرها وأرهفت له سمعها، فظهر لها أنه يهودي جاء ليتجسس على من في الحصن ويعرف أخباره ليعلم قومه هل يوجد رجال يدافعون عن الحصن أم إن كل من به نساء وأطفال. وقد كان يهود بني قريظة قد نقضوا عهدهم مع الرسول وتحالفوا مع قريش، وكانت صفية تدرك هذا وتدرك أنه ليس هناك بين الحصن وبين اليهود من يدافع عنهن وأطفالهن، وأن المسلمين مشغولون بمحاربة العدو في الخندق، وتدرك أيضا أنه إذا استطاع أن ينقل لقومه حقيقة من في الحصن لأسر اليهودُ النساء ولاستعبدوا الأطفال وكانت مصيبة على المسلمين. فهداها عقلها وألهمها الله أن تلفّ خمارها على رأسها وتشد ثيابها على وسطها وحملت عمودا على كتفها ونزلت إلى باب الحصن ففتحت فيه فتحة بمهارة؛ لتراقب من خلالها اليهودي في يقظة وحذر، فلما تأكدت أنه أصبح في موقف يجعلها تتمكن منه ضربته بالعمود على رأسه وكررت الضرب مرة ثانية وثالثة حتى قضت عليه، فقطعت رأسه بسكين كان معها وقذفت بالرأس من أعلى الحصن فتدحرج حتى استقر بين أيدي اليهود المنتظرين في أسفل الجبل المقام عليه الحصن. فلما رأى اليهود رأس صاحبهم اعتقدوا أن هناك رجالا يحمون الحصن وعادوا خائبين. رضي الله عن صفية بنت عبد المطلب فقد كانت مثلا فذّا للمرأة المسلمة.. أحكمت تربية صغيرها وصبرت على فقد شقيقها.. وكانت مثالا للعقل والحزم والشجاعة.. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
| |
|