وبعد....!
تراكمت الهموم.. واشتعلت القلوب..
وتطايرت السُّحُبُ ناثرةًً من أحشائها..
فتاتاً بارداً على نبض العمر.. فجمدته...
بياضٌ ناصعٌ..
وصمتٌ مذهل..
لكنها ابتسامة حُضنِ الموت..
ذراعان يلفهما الصّقيع.. وحُلُمٌ يضيع...!
ما كان الربيع لمثل سنواتي يعود..
ولا تتفتّحُ الأزهار لعيني..
ولا تغرّدُ الطيور..
إلا لترثي طيفاً عاشَ يلاحق الآفاق...
من صدر أمي رضعت الطيبة والخير..
ومن عيون أبي تعلمتُ التزامي بالأخلاق..
ورحم اللهُ معلمةً أودعتني ضميراً صالحاً..
وفكراً سامياً.. وإنسانيةً عشتُ لأحفظها..
وكرامةً أموت لأجلها...
ما زالت جثتي تنتظر هناك..
فوق ركام اكتئابي..
والثلجُ لم يزل يفترشها للضباب..
والصمتُ كما هو..
هدوءٌ رهيبٌ وهمستُ خاطرٍ مكلوم...
تعالي أيتها هالرياح..
ارفعيني وذرّيني على الروابي والجبال..
بعثريني بين طيات الضباب..
أو اغرسيني زيتونةً على جفن جدول..
واجعلي جذوري تمتد في أوصال بلدي..
كي أحيا من جديد.. فبدفء أرضي سأحيا..
وترابها مولدي سيُعيد...!
أحبُكَ وطني...!
همس الأثير