كيف كانت نهاية هتلر؟ لعقود طويلة ظل ملايين الطلاب الصغار حول العالم يتعلمون خلال حصة درس التاريخ بأن الزعيم النازي أدولف هتلر مات منتحرا في نهاية الحرب العالمية الثانية بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوقوع أسيرا بيد قوات الحلفاء , و قد تداول الجميع هذه الرواية و رددوها حتى أصبحت من المسلمات رغم عدم وجود أي شيء يدعم صحتها سوى شهادة بعض الأشخاص المخلصين لهتلر الذين بقوا إلى جانبه حتى أخر لحظة , أما الأدلة المادية فتمثلت في قطعة من جمجمة بشرية تبين بالفحص المختبري عام 2009 بأنها تعود لامرأة!!. يا ترى ما هي حقيقة انتحار هتلر و هل قضى نحبه في دار المستشارية حقا أم انه استطاع الفرار و قضى ما تبقى من حياته في مكان نائي و بعيد و هو يضحك ملئ شدقيه بسبب خدعته المحكمة التي استغفل بها العالم.
هل انتحر حقا ام خدع الجميع و فر الى مكان مجهول ؟
بدأ هتلر يصاب بحالة من جنون الارتياب نتيجة لما آل إليه حال برلين في الحرب, كما انه بدء يفكر جديا في الانتحار لكي لا يلاقي نفس مصير حليفه بينتو موسوليني في ايطاليا حيث اعدم و تم التمثيل بجثته التي سحلت و علقت رأسا على عقب في إحدى ساحات ميلانو. كان لدى هتلر عدة كبسولات من سم السيانيد (3) القاتل التي حصل عليها عن طريق بعض ضباط وحدات النخبة النازية و لكن لأن أفراد هذه الوحدات كانوا تحت إمرة هيملر فقد بدء الشك يخامر هتلر في أن تكون الكبسولات التي بحوزته مزيفة لذلك أمر بتجربتها على كلبته المدللة بلوندي و قد ماتت الكلبة المسكينة في الحال ما أن تم وضع إحدى الكبسولات في فمها.
عند منتصف ليلة 28 نيسان / ابريل 1945 تزوج هتلر من عشيقته ايفا براون في قبو دار المستشارية , كانت ايفا ترتدي ثوبا من الحرير الأسود أما هتلر فقد كان مرتديا بدلته العسكرية , و قد قام احد الضباط بإتمام مراسم الزواج المدني حيث سأل العروسين إذا كان كلاهما من العرق الآري النقي و لا يحملان أي عيوب وراثية! و عندما ردا بالإيجاب أعلنهما زوجا و زوجة.
قد لا يكون مصير هتلر مهما اليوم فهو الآن ميت بكل الأحوال لأنه لو كان حيا فعمره الآن يتجاوز المائة و العشرون عاما , لكن المفارقة انه نجا من المحاكمة على جرائمه و لم يستطع أي شخص إذلاله و القبض عليه إذ في جميع الأحوال , سواء كان انتحر أو تمكن من الفرار , فهو لم يحاكم و لا وقف وجها لوجه أمام ضحاياه و لا وصلت أيدي أعداءه إليه , بل إن جل ما استطاع الحلفاء فعله هو تلفيق مجموعة كبيرة من الأكاذيب أما الحقيقة الواضحة كالشمس في رابعة النهار فهي ان أحدا لا يعلم على وجه الدقة ماذا حدث لهتلر , ربما يكون انتحر حقا لكن كل المزاعم حول العثور على جثته هي محض كذب , و هناك من يزعم انه فر إلى أمريكا الجنوبية و عاش سعيدا لما تبقى من عمره بل إن هناك العديد من الأشخاص خلال العقود المنصرمة ممن ادعوا أنهم شاهدوا هتلر في أماكن مختلفة من العالم و هذا موضوع آخر قد يطول الخوض فيه.. حيث ذُكرَ بأنه قد اجمع كل من رآى الجثة المحترقة بأنها لا تعود لهتلر و أنها على الأرجح تعود لشبيهه حيث كان له ست أشباه..أو أنها مفبركة.
الخلاصة عزيزي القارئ هي ان هناك الكثير من الأشخاص حول العالم يعتقدون إن هتلر كان شخصا مجنونا حملته الفرص و الصدف و ظروف ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى إلى أن يتسلق سلم السلطة لاعبا على أوتار القومية الألمانية و على الجرح النازف الذي خلفته معاهدة فرساي في كرامة الوجدان الألماني , لكن الحق يقال , و بغض النظر عن كون الرجل معتوها أو مجنونا , فأنه دوخ العالم في حياته و في مماته.
كانت هذه بعض مقتطفات من بحثي عن نهاية هتلر..
عذراً من عدم الترابط الكامل بين فقرات الموضوع..
وقتاً سعيداً..
وإلى اللقاء..