انها بعمر السنين
شعرها الأبيض المائل للرمادي
مع مرور الزمن التصق بجلدة رأسها..
وجهها خطوط الطول والعرض فيه
خطوط الزمن اللعين..
جلست امامها كطفلة صغيرة تستمتع بحكايا الجدة
عن الغول والعفاريت والآدميين..
رسمت ملامحها ..حدقت بعيونها.. انفها.. فمها ..
لمست يديها ..قدميها التي في شقوقها يختبيء تراب العمر المرير..
سألتها علام تأسفين بعد مشوارك الطويل؟
قالت:-
ومن عينيها تكاد الدمعة تطير
أأسف على عمر مضى كلمح البصر
عن نفسي التي عنها غضضت النظر ..
عشت لغيري وتركت نفسي بلا حلم ولا مستقر…
قلت:-
وعلام تندمين؟؟؟؟
نظرت للبعيد البعيد واخرجت من صدرها تنيهدة ليس لها حدود
وقالت:-
أندم على على كل لحظة عصيت فيها ربي
وانغمست في ملاهي الحياة واتخذتها دربي
وربما تهت يوما وسرت في معصية سببها قلبي
أمسكت بيدي بشدة وقالت:-
يا ابنتي اياك ثم اياك ان تسيري بخطى الشيطان..
خطى الله الدرب الوحيده للأمان
هي التي تحفظك من غدر الزمان..
اياك والمعاصي
لا تجلب الا المآسي ..
اطيعي ربك وحافظي على بيتك فهو ملاذك حتى النهاية.
ابتسمت لها وقلت :-
وصيتك محفورة في قلبي وعقلي
ودعتها بقبلة رقيقة على وجنتيها
احسست فيها بدفء مشاعرها وطيب قلبها
احسست برجفة يديها ..
وهموم عمرها..
احسست بفرحتها بي وكأنها تراني شبابها الذي ضاع