سكن القمر والقمر في قلبي..

سكن القمر والقمر في قلبي


قل بأنك سكنت القمر يا سيدي وأنت تعلم أنه في قلبي..

قلها فلكََم سرحت في آفاق خيالاتي أطارد تلك الفكرة..

قلها فقد بدأ طعم الدموع يستبدل الملح بالسكر في عيوني..

قلها.. قلها فاللحظات تكاد تنتحر من فرط تشوقها

ومن قلة صبرها بانتظار سماع سفمونية ميلاد سعادتي منك..!

قل للسماء أني أراها نثرت عليها ورود الممكن..

وبأن سحابات المستحيل تنسحبُ أمام ناظريّ الآن..

قل للعصافير بأن الصفير أصبح لحناً من قيثارة فرحتي..

قل لأوراق الشجر بأن الحفيف صار هتافاً..

لربيع أزهر اليوم في قلبي وصار فكرتي..

قل لأوراقي.. لأخلاقي.. لآفاقي.. بأنك اليوم تعلن انعتاقي

قلّ لهم أنني على وشك التحرر من سجن التعاسة

وبأنني سأنطلق وراء سفينة الأحلام السعيدة

قل للأثير بأن هذا عليَّ.. ليس كثير

وبأنه أمرٌ عاديّ وليس مثير

فهل غريبٌ أن تعيش مثلي لحظات فرح..؟!

ما زلت أسمعُ همس عينيك وصمت شفتيك فمتى ستتكلّم؟

متى وعداً بين الشمسِ والقمرِ سيُبرم؟

متى سيتحقق أمل كنت أظن بأن موته أمر محتَّم؟

متى ستنهضٌ آمالٌ وتنهار من حولي جبالُ العلقم؟

لم أعد أطيق صبراً فابتسم.. وتفضّل بالكلام..

تكلّم..!

لكنه ظل صامتاً.. ساهماً..

كاتما سراً بصدره ومشروع دموع

أوراقهُ مبتلّةً من مطر التردد


وأقلامه ذابلةً من عصف الخجل


ومكتبه يئنُّ بحزن المحتضرين


وأما نافذته فقد فرّت عبرها طيور الشجاعة


وظلّ صامتاً والحروف بجوفي تختنق


واستعدّت بقيّة حياتي بسابقاتها تلتلحق

أجنحةٌ تحوم حول الظنون.. وأخرى حول التوقعات

ما بقي سوى كلمة وداع هي الأكيدة

وأما كل ما جال في الخاطر

فكان طيف وهم جميلٍ مرّ ورحل بسرعة

تاركاً خلفه ملحمة عتبٍ..

وجدول دموع...!
(



)


(



بقلمي:

همس الخاطر والأثير

20-11-2011م