الحاسد والحاقد .........

عذب حسادك !!


الحسد شرٌ يجب أن نستعيذ منه، فقد أمرنا الله بذلك
فقال تعالى { ومن شر حاسد إذا حسد }


أتدرون لماذا أمرنا بذلك ؟؟؟
لأن الحسد تمني الضرر للغير بدون حق، ولأن الحاسد مطيته الشائعات ونشر الأكاذيب وهو يسعى للهدم والتخريب وإرباك الأسر ومحاربة الاستقرار، إن الحسد يتنوع: فمنه الغيرةالحارقة والغيبة والنميمة والعين كما نسميها في أوساطنا وهواختناق ٌ و ضيقة ٌ في الصدر تبدأ بصاحبها فتهلكه ولذا قيل
" لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله "
وآثارها سلبية على المجتمع والفرد فضرر الحسد على الحاسد نفسه في الدنيا والآخرة ...
قال الله تــعالى{ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاًعظيماً }


وقال الشاعر:


وداريت كل الناس لكن حاسدي
مداراته عزّت وعز منــــالها



وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ
إذاكان لا يرضيه إلا زوالها



إن الحاسد
شخصٌ ضعيف الإيمان، فاقد للبصيرة يملأه التقاعس والملل، إتكالياً في طباعه دائماً نوازع الكره والبغض متحركة ٌ في داخله وفي أعماق نفسه المهزومة .


ويكفي أن نعلم أن أول معصية وقعت من الخلق الحسد لما حسد إبليس آدم، ثم لما حسدقابيل هابيل.
والحسد لا يكون إلا على نعمة .
ومتى أنعم الله على عبد نعمة فأحب أحد أن يكون له مثلها من غير أن تزول عن المحسود ، فذلك يسمى غبطة ولا لوم فيه ولا ذم . وإن أحب زوالها عن المحسود فهذا الحسد المذموم ، وصاحبه الملوم الظلوم.
والحسد حرام
ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولاتحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا} .
وفي صحيح ابن حبان{ لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد}
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" { إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب "


والحاسد ينقلب حسدهـ عليه فهو حين فشل لم يجد طريقاً لتغطية فشله إلا بمحاربة الناجحين فهو يريد أن يُسيء للمحسود لكنه يثني عليه، وينشر فضائله.


قال الشاعر :


وإذا أراد الله نشر فضيلة طويــــــــت
أتاح لها لســـــان حســـــود




وفي نظري
أن الحاسد شخصٌ مريض، ومرضه وخيم، ويحتاج إلى علاج كي لا ينتشر داءه إلى أولاده وأحفاده وتكون عمليه ٌ وراثية وتنتشر في المجتمع بأكمله وهي أيضاًشعورٌ خفي وباطني وغالباً ما يكون تأثيره في الظاهر ويمكن مقاومته بالإرادة القوية والخلق الحسن، إن الإنسان الحاسد يكون مكروهاً في كل الأمكنة وغير مرغوباً به في أي مجلس ومحفل.




أما المعاملة التي يجب أن نتعامل بها مع الحاسد فهي
نصحه بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.



وأقول للمحسود أبشر بالثواب والأجر على الصبر من مولاك وخذ بهذه الوصية المأثورة:




أخي المحسود


عذب حسادك



بثقل سمعك


ونزاهة لسانك


وأصالة معدنك


عذب حسادك


بكمال عقلك


وسمو قلبك


والمسافةالشاسعة بين قمة أخلاقك ومستنقع أخلاقهم


عذب حسادك


بأن لا تكون مثلهم


ولا تجار أخلاقهم ...


ولا تكن في مرابعهم



دمتم بود أحبابي