من أنت.. ما تراك أن تكون يا سيدي..!
يا من بظهورك دام للعين البريق..
وعرفت بأن للشمس بريق..
وللنجم بريق ولشغف القلوب بريق..
وبأن نجواك طالما أشعلت في القلب حريق…
أنت الذي بحضورك إلى سمعي..
يتلبّدُ الرّهام في عيني..
وأخنقُ أنفاسي لأصغي كما يليق…
فمن أين آتي بكلماتٍ حقّك الجَمُ توفيك..
يا جوهري الغالي..
يا منجم كنوزي..
يا ذهبي العتيق…
كيفَ وأنت عمري ترصفكَ سطوري والقوافي بكلماتٍ..
ونحو غياهب الفضاء وحيداً ألقيك..
أنا التي يا سيّدي أمستْ بلا لونٍ..
وتبخَرَت لتذوب تلاشياً بأثيرك العريق..
فكم سمتْ روحي بودِّكَ وأبدعتُ بك التحليق..
وكم إلى الآفاق سافرنا معاً..
وكم طوينا جبالاً وغاباتَ خيالٍ..
واجتزنا بجناح البراءة كلّ وادٍ..
ولمَلمنا كطفلين باقات الرّحيق…
ألم أسكنُ روحكَ القمرَ يا منيتي..
وما زلتُ أحاورَ المستحيلَ لألتقيك..؟!
وتقمّصتُ شهرزادَ لتكون مولاي..
وأقدّم لك العهد الوثيق….
فلمَ التعسفُ يا سيّد عمري..
ولم تخليتَ أنتَ عن طبعكَ الرقيق..؟!
(
)
(
لمَ الذهولُ وأنت الذي يا دنيتي
تتنفّسكَ الأزهارُ حين أشمّها.. وتُغرّدني الطيورُ لأعتريك..
وتبكي زُليخةَ يوسُفاً حين يحادثك صمتي وأبكيك…
من شفافية الدموع خيالي لأجلك قطفتُهُ..
وزرعتُ وردي وخمائلي وياسميناً كلّه لك..
في حدائقَ وبساتينَ تربّى فيها على حُبّك..
ومن طلعها تُهديك…
وكيف لا إذ بدأتُ معكَ بجعل عمري شمعةً تحترقُ..
وابتعدت بها راضيةً.. لأرضيك..
(
)
(
كانت تلك حزمة من خيوط دخان
تصاعد من روح همس الأثير..