من أنا في هذه الحياة؟
أنا التي تأملّت حتى
كاد ينطفئ بريق عينيها..
والتي تمنت الخير للغير
حتى قيل عني مبالغة...
أنا التي أخلصت النيّة
إلى أن اتهمت بالهبل والحمق...
والتي أحبّت الناس بوفاء
حتى شعروا بالخوف والقلق
من صدق وعمق حبها هي أيضاً أنا...
ما من مكسبٍ أخذت من الناس من كل هذا
سوى الهجر والإهمال...!
لم أكن ليهون عليّ إيذاء المتآمرين عليّ
حينما تتحدّث جوارحي بطمأنينةٍ
لمن يرتدي ثوب الصديق وهو الذّئب..
لكن هان عليه أن يبتسم
بأنياب انتصار المتطفلين...!
لي روحٌ لو كانت شريرة
لما خنقت أهوائي في قمقم الأخلاق والمبادئ..
لكنهم ظنوا أن في قمقمي سريرة سيئة...!
ظلموا وما زالوا يظلمون.. ظنّوا وما زالوا يظنون..
تسرّعوا بحكمهم وما زالوا يتسرعون...!
نبع الدموع بالجفاف توشّح
ونبتت حوله أشواك وطحالب حمراء
تشتعل فيها نيرانٌ من مرار العتب...!
وزفرات نزاعات قلبي دفنتها
في صفحات الأثير..
وفي بطون الدفاتر والكتب..
وفضّلتُ الانعزال بما طالت يدي
وما فكّروا ما السبب..
بل اكتفوا باللوم والتّقريع ودروس الخُطب...!
(
)
(
آآآآآآآآه يا عمراً هُدِرَ
لتزهرُ براعم الأمل في يد الغافلين..
الذين إذا حدّثتهم بحقوقٍ ومساراتٍ
سمحها لي اللهُ.. يسخرون...!
وإذا لمحوا الدمع بعيني..
عبارات شفقةٍ كالسُّم من أفواههم يرشقون...
وإن خلوا إلى بعضهم..
ظنونهم السيئة حول سلامة عقلي ونفسي
بحقدٍ وتعنّتٍ أحكامهم يرسلون...
فما أشقاني في وقتهم أحيا..
ووحيدة تصمتُ صرختي...
وهم على سُخفهم يتجمعون...!
وكُسرَ وجه القمر...