أبو عبدالله المدير العام
الأوسمة :
عدد المساهمات : 3550 نقاط : 60114 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: هل يجوز تمني الموت؟؟ الثلاثاء نوفمبر 13, 2012 11:42 am | |
| لا يجوز للمرء أن يتمنى الموت, وحتى وأن ضاقت به السبل, فقد حاء بالنهي عن تمني الموت في حديث سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم), عن أنس (رضي الله تعالى عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : [[ لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ]]
تمني الموت
لا يجوز للمرء أن يتمنى الموت, وحتى وأن ضاقت به السبل, فقد حاء بالنهي عن تمني الموت في حديث سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم), عن أنس (رضي الله تعالى عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : [[ لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ]] (متفق عليه) .
فالواجب على المسلم إذا ما أصابه الضر أن يصبر، حسب قوله تعالى في سورة البقرة الآية 155.
قد تكون المصائب أحيانا فادحة ولا تحتمل بالنظر لها للوهلة الأولى, فقد يبتلى الإنسان بخوف شديد من عدو يطارده أو عدو يتربص به أو عدو يطلبه أو قد يبتلى بذهاب ماله بعد أن كان غنيا وذا مال كثير فيذهب ماله في لحظات كما حصل بالأزمة المالية الأخيرة,
أو قد يبتلى الإنسان بأهله وعياله فيذهبوا كلهم بحادث، أو قد يبتلى بمرض مضن، مرض يعاني به من آلام ويطول عليه هذا المرض ويمل الأهل والخدم، وهذا ضر، ضر عظيم، فما هو الواجب عليه في كل ذلك ؟
الصبر، ثم الصبر, ثم الصبر!!!
ما هو الصبر ؟
الصبر – هو أن ترضى بما قسمه وكتبه الله لك، وترضى بحكمه، وتحبس نفسك عن السخط و الضجر، ولا يكن بقلبك أي تسخط على حكم الله وقضائه.
وتدخل في دوامة التساؤلات …. ماذا عملت أنا يا رب؟ ….. ما ذنبي أنا يا رب؟
كل هذا هو تسخط على الله سبحانه وتعالى، فهذا اتهام لله والعياذ بالله.
أو كما يفعل البعض بقوم بضرب نفسه جزعا, وهذا لا يجوز فليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية .
أو أن يقول: الله يعجل لي الموت، ليتني أموت، (الله يأخذ أمانته) فمثل هذا التمني لا يجوز.
بل عليه أنه يصبر ويقابل الضر، بمزيد من الصبر والرضا عن ربه، ويدعو ربه ويسأله أن يعافيه كما علمن في محكم كتابه في السورة الأنبياء الآية 83, و كيف دعا أيوب ربه بكل أدب.
ا
وكيف استجاب له ربه سورة الأنبياء الآية 84.
أما تمني الموت فهذا يعني تمني لقطع الحياة، والحياة فيها خير للمؤمن فإما أن يكون محسنا فيزداد إحسانا، وإما أن يكون مسيئا فيستعتب ويتوب ويسأل العفو والمغفرة.
ويجب أن لا يختلط الأمر على البعض في دعاء نبي الله يوسف كما أخبرتا الله به في سورة يوسف الآية 101 فهذا ليس من التمني بالموت من شيء, بل هو من باب سؤال حسن الخاتمة.
و كذلك لما السحرة دعوا وكما قالوا في السورة الأعراف الآية 126.
فقد كان قولهم وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ليس تمني للموت, بل كان كذلك سؤال بحسن الخاتمة.
ولذلك كانت توصية نبينا (صلى الله عليه وسلم) لنا إن يفوض العبد منا أمره إلى الله.
فيقول: [[ يا رب أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي]]
وكثيرا ما يفتن المسلم بدينه وأيمانه, فإذا خشي الإنسان على نفسه وعلى دينه, فعليه أن يدعو كما جاء في الدعاء المأثور [[ وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ]] , فكثيرا من الفتن قد تضل بها العقول وتضل بها الأنفس فهي فتنة و امتحان في الدين, لذا فأهم ما يسأله الإنسان في هذه الحالة هو السؤال بالثبات فيقول كما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو بهذا الدعاء كثيرا [[ اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ]] و يقول(صلى الله عليه وسلم) كما تعلم عن ربه من القرآن في السورة آل عمران الآية 8 هذا الدعاء العظيم.
فقول سيدنا أبو بكر الصديق ” اطلبوا الموت توهب لكم الحياة ” ؟
المقصود به هو طلب الموت في الجهاد في سبيل الله.
أما من يقتلون أنفسهم بأيديهم فمصيرهم النار كما ترويه لنا هذه الحادثة
[[ .. من المغيبات إخباره صلى الله عليه وسلم عن أناسٍ أنهم من أهل النار، من ذلك ما ثبت في الصحاح من حديث سهل بن سعد الساعدي (رضي الله عنه) ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون، فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة، ولا فاذة، إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقال: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه من أهل النار، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه، كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، فجرح الرجل جرحاً شديداً، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه- أي طرفه- بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه, فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفاً، أنه من أهل النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) (متفق عليه)]]. | |
|