منى المدير مشرف
الأوسمة :
عدد المساهمات : 310 نقاط : 50488 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 01/02/2011
| موضوع: شكرا لمن حسدنى السبت يونيو 04, 2011 8:47 am | |
| أشكر حسّادك .
النقد الموجّه إليك يساوي قيمتك تماماً ،
و إذا أصبحت لا تُنقد و لا تُحسد فأحسن الله عزاءك في حياتك ؛
لأنك متَّ من زمن و أنت لا تدري ،
وإذا أصبحت يوماً ما و وجدت رسائل شتم و قصائد هجاء و خطابات قدح
فاحمد الله فقد أصبحت شيئاً مذكوراً و صرت رقماً مهماً ينبغي التعامل معه .
إن أعظم علامات النجاح هو كيل النقد جزافاً لك ،
فمعناه أنك عملت أعمالاً عظيمة فيها أخطاء ،
أما إذا لم تُنتقد و لم تُحسد فمعناه أنك صفر مكعَّب
« حُرِّمت عليكم الميتة »
يقول صاحب كتاب ( دع القلق ) :
إن الناس لا يرفسون كلباً ميّتاً ، و لكن أبا تمام سبق لهذا المعنى
فسطَّره و عطَّره و حبَّره فقال :
وَ إِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ … طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ
يقول أحد الكتّاب :
عليك أن تشكر حسّادك ؛
لأنهم تبرعوا بدعاية مجانية نيابة عنك ،
و إذا وجدت هجوماً كاسحاً ضدك من أصدقائك الأعداء أو من أعداءك الأصدقاء
فلا ترد عليهم بل سامحهم و استغفر لهم و زد في إنتاجك و تأليفك و برامجك
فإن هذه أعظم عقوبة لهم يقول زميلي أبو الطيب:
إِنّي وَ إِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما … أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُــمُ
إن نقد أعدائنا الأصدقاء يقوِّم إعوجاجنا الذي ربما أعمانا عنه
مديح الجماهير و تصفيق المعجبين ،
يقول غوته :
إن الدجاجة حينما تريد أن تبيض و تقول : قيط .. قيط
تظن أنها سوف تبيض قمراً سيّاراً ،
فالعالِم لكثرة ما يمدح يظن أن الله لطف بالخلق لمّا أوجده في هذا الزمن ،
و المسؤول إذا أُثني عليه بقصائد يحسب أن الملائكة في السماء تصفّق له ،
إذاً فلابد من وخزات نقدية ؛
ليستيقظ العقل المبنَّج بأُبر أهل المدح الزائف الرخيص ،
يقول أحد الفلاسفة :
إذا رُكِلتَ من الخلف فاعلم أنك في المقدمة ،
إن التافهين ليس لهم نقّاد و لا حسّاد ؛
لأنهم كالجماد تماماً ، و هل سمعت أحداً يهجو حجراً أو يسب طيناً ؟!
و تذكر أن الكسوف و الخسوف للشمس و القمر
أما سائر النجوم فلم تبلغ هذا الشرف .
يقول زهير :
مُحَسَّدونَ عَلى ما كانَ مِن نِعَمٍ … لا يَنزِعُ اللَهُ مِنهُم ما لَهُ حُسِدوا
ذكروا عن العقاد أن أحد الكتّاب شكا إليه تهجم الصحافة عليه فقال العقاد :
أجمع لي كل المقالات التي هاجمتك ، فجمعها ،
فقال له : رتّبها وضع قدميك عليها ، فلما فعل
قال له : لقد ارتفعت عن مستوى الأرض بمقدار هذا الهجوم
و لو زادوا في نقدهم لزاد ارتفاعك.
يقول ابن الوزير :
و شكوت من ظلم الحسود و لن تجد … ذا سؤدد إلا أصيب بحسّدِ
إن أصدقاءك الأعداء و إن أعداءك الأصدقاء لم ينقموا عليك لأنك سرقت أموالهم
أو اغتصبت دورهم و لكنك فقتهم علماً أو معرفة أو مالاً أو حققت نجاحاً باهراً ،
فلا بد أن يقتصّوا منك جزاءً وِفاقاً لتصرفك الأرعن لأن الواجب عليك عندهم
أن تبقى تحتهم بدرجة ،
إذاً فلا تنتظر من حسّادك شهادات حسن سيرة و سلوك ودعاء في السحر
بل توقَّع قصائد عصماء مقذعة و خطباً نارية بشعة و مقامات أدبية مشوّهة .
و المشكلة أن صديقك الحاسد يرفض دستور المودة و أنت تعرضها عليه ،
و يبحث عن آخرين . | |
|
أبو عبدالله المدير العام
الأوسمة :
عدد المساهمات : 3550 نقاط : 58124 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: شكرا لمن حسدنى الخميس يونيو 09, 2011 10:18 am | |
| - اقتباس :
- إذا رُكِلتَ من الخلف فاعلم أنك في المقدمة ،
إن التافهين ليس لهم نقّاد و لا حسّاد ؛ هو كذلك فعلا بارك الله فيكي اختي منى | |
|
شُــموخ أنثى مشرف
عدد المساهمات : 329 نقاط : 46993 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/08/2011
| موضوع: رد: شكرا لمن حسدنى الخميس أغسطس 04, 2011 12:52 pm | |
| - منى المدير كتب:
أشكر حسّادك .
ذكروا عن العقاد أن أحد الكتّاب شكا إليه تهجم الصحافة عليه فقال العقاد :
أجمع لي كل المقالات التي هاجمتك ، فجمعها ،
فقال له : رتّبها وضع قدميك عليها ، فلما فعل
قال له : لقد ارتفعت عن مستوى الأرض بمقدار هذا الهجوم
و لو زادوا في نقدهم لزاد ارتفاعك.
كلام جميل جدا وهنا التكلم ليس للنقد البناء وانما نقد السفهاء الذين اذا خاطبوك قالتقل لهم سلاماً
تحياتي يا منى وتقبلي مروري بين نثرات عبق أبجديتك
| |
|