على شرفات قصري الذي شيدت بكلماتي.. قصري الذي نحته بعباراتي.. وجسدته من غبار الماضي الذي تراكم على سالف العصور...
قصري.. الذي عشت فيه أجمل لحظاتي.. وبكيت في زواياه أغلى دمعاتي...
قصري الذي نقشت على أسواره أجمل تصوراتي.. هناك في شرفات قصري الوردية.. نمت الخمائلُ على حروف خواطري.. وتسلقت المعاني بأذرع الخيال على شعاع القمر.. وما زال الأفق ينظرُ إلى قصري من بعيدٍ بعينٍ ساهمة.. وروحٌ ذابت في أثير السَّحَرِ والأصيل...
هذا القصر الذي شكلت فيه شهرياراً من أفكاري واختياري.. شهرياراً كما أريده أن يكون.. قمري الطلعة.. شجيُّ الكبرياء...
شهرياري هناك ملائكيّ التعامل.. وأبيض القلب والنية.. شهريارٌ هو في عيني ملك زماني.. ومترجمُ هذياني.. ينسابُ فكرهُ في قناعاتي كما ينسكبُ العطرُ في الأواني...
مسائي هناك في كل موعدٍ وردي الشرفات.. وياسمينيُّ الشذى والنفحات.. تحلو لي فيه جلساتي مع الملك.. لأسعد بصحبته الروحانية.. كي أروي له الحكايات...
لكن.. مقطعة هي أشلاء نتاجي وأوراقي.. مفرقةً بين الصفحات.. لعل جمعها من بعض صعب المهمات.. لكنني سأجمعها قريباً إن توفر لي الوقت.. وطال بي العمر...
وسيكون عنوان ديواني لخواطري:
( عاشت تطارد الآفاق.. ثم تلاشت كخيط دخان )وسأهديها لشهريار.. شريكي في قصري الذي أقمتُ جدرانهُ على سحابٍ يظللني كلما جلست للكتابة...!
فهل يعجبكم اسم ديواني.. انه ان تم فعلاً سيكون تذكاري الذي تركته لكم.. فهل ستذكروا من نحتت من الأزمنة الغابرة.. قصراً.. وشهرياراً.. وحياةً تشبه حكايات ألف ليلةٍ وليلة..؟!
بقلم همس الاثير
(
)
(