للصّبح تتنفس الكائناتُخاطرتي
للصّبح تتنفس الكائناتُ بمرح وشغَب العصافير..
بطيش فراشاتٍ ترقص على نغم الأثير..
بمرجحة الأغصان مع حفيف الأوراق المثير..
بانسدال أشعةٍ كالحرير..
وبابتسام الصّبر على شفة الأسير..!
للصبح تتنفّسُ الكائناتُ في وقت السَّحر..
تسترقُ السَّمعَ بلا ضَجَر..
لحديثِ الشَّمسِ مع القمر..
لهدوء شعاعٍ يَعشَقُ السَّفَر..
لعذوبة لحنٍ أرسلهُ وتر..!
للصّبح تتنفّس الكائنات وللزيتون..
للتين للرّمان للزيزفون..
للسنديان والسنوبر والليمون..
للقمحِ سنابلاً وحبّاً مطحون..
ولخبزٍ أنضِجَ بعد إذ هو معجون..!
للصبحِ تتنفسُ الكائناتُ وللأطفال..
لضحكهم وتباكيهم وغرائبِ الأفعال..
وفضولهم ونفورهِم من قَسوة المَقال..
وللدّلع وللولَع باللعبِ وبالتّرحال..
ولحزنهم بعد الرّضى وتكرار المنوال..!
للصُّبح تتنفّس الكائنات وللأقلام..
لقوافي الرّوعة.. للإلهام..
لتحليقٍ قُربَ الأجرام..
لدمعٍ ترجمهُ حَرفٌ مِقدام.
وللشعر ولنثرٍ يَروي لنا الأيام..!
قلبي يتنفَّسُ للصُّبحِ.. وللدَّمسِ..
لتجّلي يومي.. ولأمسي..
لبكائي.. فرحي.. ولِحَدسي..
لعيونٍ تشرحُ لي دَرسي..
لِخيالاتٌ تُتعِبُ همسي...!
والله بقلمي
الهمسين.. الأثير والخاطر