سر خد العروس

بعيدا عن ضوضاء المدينة يصنع ساهر سقف الحيط 'خدود العروس'، وهو عالم صناعة الحلوى الخاص جدا في كبرى مدن الضفة الغربية نابلس.
وليس ثمة اي اشارة للعرائس في المصنع الصغير، لكن ثمة كميات من 'الكريما' وجوز الهند الملون التي تصبح بعد عجنها حلوى معروفة في الأراضي الفلسطينية منذ اربعة عقود.

انها' خدود العرائس'.
ونابلس المدينة التاريخية المشهورة بالصناعة التقليدية معروفة بصناعة الحلوى. وذاتها عائلة سقف الحيط واحدة من عائلاتها التي تعرف أسرار هذه المهنة.
مثل سر خد العروس الذي باح به سقف الحيط للعديد من أشقائه، سر حلو. ويمكن في اي من اسواق الضفة الغربية طلب هذه الحلوى من اي محل. ويمكن رؤيتها معروضة.

'انها لذيذة وناعمة'، قال ساهر الذي غمز بعينه مفصحا عن سبب إطلاق هذا الاسم على هذه الحلوى التي ادخلها والده إلى السوق الفلسطينية كما قال قبل عقود.

وخدود العروس ذات الوان متدرجة. وهناك فتيات يضعن الكريما فوق قطع من البسكويت ومن ثم يرمينها بخفة يد داخل دقيق جوز الهند الملون بالوان زاهية' لذلك هي ملونة ومثل العسل وناعمة.. انها مكياج'. قال الرجل وقد انفرجت شفتاه عن ابتسامه عريضة.

وخد العروس هو سلعة موسمية تسوق في فصلي الخريف والشتاء. وتجد المصانع في توريدها إلى الأسواق منذ مطلع تشرين.
وتعرف حلوى أخرى رديفة لخد العروس في الأراضي الفلسطينية هي رأس العبد او ما يعرف بـ'دحبور'. لكن في مصنع سقف الحيط ليس هناك اي 'دحبور' بين خدود العرائس.

وانتعشت الحركة التجارية آخر سنتين في نابلس التي عرفت فيما مضى بالعاصمة الاقتصادية، وتلقت خلال سنوات ضربات متتالية أصابتها بمقتل.
وذاته سقف الحيط وتجار آخرون وأرباب عمل يتحدثون الآن بنبره تفاؤل مرتفعة.

وعادت بعض المصانع للعمل. وثمة خطة استراتيجية رسمية يتم العمل عليها لإعادة تصويب الحياة في المدينة التي انهار اقتصادها وهربت رؤوس الأموال منها رأسا بعد رأس.

لكن صناعة الحلويات هي عمل بالوراثة في المدينة. فسقف الحيط وأشقاؤه يعملون في اكثر من منطقة بالضفة الغربية في صناعة الحلويات.
وقال الرجل الذي كان يعد عبوات كثيرة من خد العروس لوضع الختم الخاص عليها' ان هناك املا كبيرا في انتعاش العمل في مصانع السكاكر والحلويات في نابلس.
وقال وزير الاقتصاد حسن ابو لبدة، ان وزارة الاقتصاد ستباشر اعتبارا من عام 2011 مع شركائها، بتنفيذ خطة لثلاث سنوات تهدف لمضاعفة حصة المنتج الفلسطيني في سوقه، وتحسين الجودة وتعزيز الثقة به، ما يعني خلق آلاف فرص العمل، وتعزيز هوية السوق الوطنية وتكريس الصورة النمطية الايجابية للصناعة الوطنية.

داخل المصنع ثمة فتيتات يعملن على صناعة خدود العروس الى جانب سقف الحيط. قالت واحدة تدعى سميرة انها تعمل منذ وقت قريب هنا وتعلمت سر هذه الصنعة خلال وقت قصير.

رددت فتاة اخرى المعنى ذاته. وكلتا الفتاتين تستطيعان القيام بكافة مراحل هذه الصناعة من الألف الى الياء.
وخلال ساعة واحدة كان هناك صف طويل من العبوات الجاهزة للتوريد للأسواق المحلية من خد العروس، قامت بصناعتها الفتاتان.
وتشارك القوى العاملة المؤهلة بشكل مركز في صناعة الحلويات.وفي اليوم الواحد يتم صناعة ما بين 2000-3000 خد عروس في مصنع سقف الحيط تورد الى الاسواق المحلية.

وفقاً لمعايير منظمة العمل الدولية، بلغت نسبة المشاركة في القوى العاملة في الأراضي الفلسطينية 40.5% خلال الربع الثالث 2010 مقابل 41.5% خلال الربع الثاني 2010، (في حين كانت النسبة 41.6% في الربع الثالث 2009).

وأشارت النتائج إلى أن نسبة مشاركة النساء في سوق العمل في الربع الثالث 2010 بلغت 14.0% مقارنة مع 66.4% للذكور خلال نفس الفترة.
في حين بلغت 15.2% للنساء في الربع الثاني 2010 مقابل 67.1% للذكور في الربع الثاني 2010.
وقال سقف الحيط ان صناعة خدود العروس تتطلب اياد انثوية للعمل فيها..'هذه حلوى ناعمة بحاجة الى ايد ناعمة وحركة رشيقة'.

لكن صناعة الحلوى في نابلس في الأساس هي صناعة ذكورية تقليدية يتوارثها الابناء عن الاباء، وفي سراديب البلدة القديمة وازقتها يمكن رؤية صناع الحلوى مثل الحلاوة والكنافة التي تشتهر بها المدينة يصبون العجين على النار امام المارة.
لكن الامر بالنسبة لخدود العروس مختلف، فهي صناعة تتم داخل الجدران المغلقة مثلما يقوم بها سقف الحيط.انها صناعة تتطلب اجواء هادئة ونظافة مضاعفة.
وهنا يكمن سر بساطة الصنعة وحلاوة الإنتاج.

ففي نابلس هناك ما يعرف بسر الصنعة التي لا يبوح بها ارباب الحلوى بسهولة. وقال سقف الحيط فيما كان يصب القطر في معجون الكريما الأبيض الهش' الحلوى سر. الحلوى سر حلو'.

يسلمو يا طيب على خد العروس..

وهَي معها كاسة شاي ساخنة..

ربي يخليك..

» العروس التى ابكت الجميع (قصة واقعية)
» تجمع أهل وأصدقاء العروس للبكاء ساعة كاملة